[الرد على الإمامية]
والكلام عليهم في ذلك: إنا نقول: هذا قول لا دليل عليه، وما لا دليل عليه فلا يكون بالصحة أولى منه بالفساد.
فإن قالوا: الدليل على ذلك ورود الوعيد على العاصين والظالمين، كما قال تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا}[الجن:23]، وقوله تعالى: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}[غافر:18]، وهذا نهاية الوعيد، وقد صح ظلم القوم لعترة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ومعصيتهم لتقدمهم على الإمام المنصوص عليه.
قلنا: مجرد الظلم والمعصية لايدل على ما ذكرتم من استحقاق الوعيد ؛ لأن الله تعالى قد حكى المعصية والظلم من الأنبياء عليهم السلام، ولا وعيد عليهم بالإجماع، قال تعالى: {وعصى آدم ربه فغوى}[طه:121]، وقال تعالى حاكيا عن يونس: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}[الأنبياء:87]، وإنما يصح الوعيد متى علم أن المعصية كبيرة، أو الظلم، ولا تكون كبيرة إلا بدليل ؛ لأن مقادير الثواب والعقاب لا يعلمها إلا الله تعالى، أو من أعلمه بذلك، ولأنا نعلم أن عليا عليه السلام لم يكن يعاملهم معاملة الفاسق والمنافق، بل يعاتبهم وينعي عليهم أفعالهم، ولا يسبهم، ولا يعلم(1) منه البرآة منهم، كما كان يظهر البرآة من الفساق والمنافقين، وذلك الظاهر المعلوم من ذريته الأئمة الطاهرين، والأئمة العلماء إلى يومنا هذا، لا نجد أحدا يحكي عنهم حكاية صحيحة لسب ولا برآءة، بل وكلوا أمرهم إلى رب العالمين.
Страница 40