Драгоценный договор в объяснении законов руководящих имамов
العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين
Жанры
وبالإسناد أيضا، رفعه إلى مكحول، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: فتح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح لم يفتح له فتح مثله منذ يوم بعثه الله تعالى، وهو في بيته، فجاء الناس يهنؤنه بالفتح، وكانوا جلوسا على بابه لا يدخل إليه منهم أحد إلا أن يأذن له بذلك، قال حذيفة: وإني إلى جنبه فقلت [له](1): ليهنك الفتح بأبي أنت وأمي يا رسول الله وضعت الحرب أوزارها، ثم قلت: يا رسول الله، قربت الساعة إن شاء الله، فقال عند ذلك: ((هيهات هيهات، والذي نفسي بيده إن بينك وبينها لست خصال)) قال حذيفة: فصمت فلم أتكلم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا تسألني يا حذيفة ما هذه الخصال))، فقلت: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((أولهن موتي)) فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال: ((ألا تقول هذه واحدة))، فقلت: نعم يا رسول الله، هذه واحدة، قال: ((ثم فتح بيت المقدس)) قلت: نعم، قال: ((ثم يكون بعد ذلك فتنة بين فئتين عظيمتين فيقتل بينهما خلق كثير))(2)، ثم ساق ما يكون من ملك الروم في آخر الزمان مع المسلمين، والخبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة، إلى أن قال: ((ثم يجتمع المسلمون إلى المدينة واسمها طيبة حتى تضيق بهم المدينة ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا إمامهم على الموت أو يفتح الله لهم ثم يكسروا أغماد سيوفهم))، ثم ساق خبر الدجال وما يكون من فعله وقتله، ثم قال: ((فبينما(3) هم على ذلك إذ نزل عيسى بن مريم وجماعة المسلمين وخليفتهم قد صفوا للصلاة وذلك بعد أن يؤذن المؤذن فسمع المؤذن، فإذا عيسى قد هبط فيقول له: يا روح الله، تقدم فصل بالناس صلاة الصبح، وذلك تصديق حديث رسول الله بذلك، فيقول عيسى: بل انطلقوا إلى إمامكم فليصل بكم فإنه نعم الإمام فيصلي بهم إمامهم ويصلي عيسى معهم خلفه، ثم إن الإمام ينصرف فيستبشر الناس بنزول عيسى، فيراه الدجال فينماع كما ينماع القير في النار فيمشي إليه عيسى فيقتله))، فهذا بعض ما ورد في صلاة عيسى عليه السلام خلف المهدي سلام الله عليه، وإنما ذكرناه لعظم نعم الله تعالى بذلك على محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وعلى هذه الأمة التي خصها الله تعالى بالفضائل حتى صار إمامها المهدي صلى الله عليه من ولد فاطمة عليها السلام، يصلي خلفه روح الله وكلمته ونبيه ورسوله عيسى بن مريم العذراء البتول المطهرة المكرمة، فالحمدلله على جزيل نعمه، وجليل كرمه، حمدا كبيرا(1) كما هو أهله ومستحقه.
فالآن تقررت الجملة المتفق عليها، فمن ادعى شيئا زائدا على هذه الجملة لزمه البيان فقد تقرر أن لا بد من المهدي عليه السلام في هذه الأمة، وأنه من أهل البيت عليهم السلام وأنه من ولد فاطمة عليها السلام خاصة.
وبقي النزاع هل هو من ولد الحسن أو من ولد الحسين عليهم السلام فقد تظاهرت الأخبار أنه من ولد الحسن عليه السلام، وفي بعضها وهو الأقل أنه من ولد الحسين، وقد رجح أهل العلم بالأخبار الأخبار المتظاهرة على الأقل وذلك معلوم في موضعه من أصول الفقه، وقد أجمل كثير من الأئمة عليهم السلام في هذا الباب وذكروا أن المهدي من ولد فاطمة عليها السلام، ولم يعنوا بما وراء ذلك، وهل هو من ولد الحسن أو من ولد الحسين عليهم السلام لأن الكل معدن الإمامة ومحل الرئاسة والزعامة.
Страница 232