الجمعة 13 مارس
ورد الخبر للفرنساوية بورود مراكب الإنجليز تجاه الإسكندرية، فسافر ساري عسكر منو إلى هناك.
الإثنين 16 مارس
تأكدت من إغلاق باب الغرفة وأخرجت الدواة والقلم البوص وعدة أوراق. كتبت: «أيها الفرنسيون الكفرة. انجوا بأنفسكم قبل أن تذوقوا العذاب والموت الزؤام بالطاعون أو بسيف المسلمين. عودوا إلى بلادكم وانكفوا على حالكم واتركونا في حالنا.»
ترجمت ما كتبته إلى اللغة الفرنسية ولم أتمكن من ترجمة عبارة «الموت الزؤام».
نسخت الترجمة في ست أوراق عزمت على وضعها في أماكن سكن الفرنساوية وتجمعاتهم. فكرت فورا في بيت الألفي، ثم استبعدته لأن الحراسة عليه مشددة. وكذلك بيت بولين. أخيرا قررت اختيار الأسواق التي يغشونها وعند الأبواب والقناطر.
نويت أن أعلق واحدة في ميدان الرميلة، وعند باب الوزير قرب القلعة، وعند قناطر السباع، وعند المجمع العلمي في الناصرية. أما الثلاث الأخريات فقررت أن أعلقها في الشمال، واحدة عند باب النصر، وواحدة قرب حارة الإفرنج في الأزبكية، والثالثة عند باب زويلة.
صليت العصر وتسحبت خارجا بعد أن وضعت ورقة في صدري. اتجهت إلى المشهد الحسيني ومضيت في شارع سيدنا الحسين حتى تقاطع السكة الجديدة ثم شارع وكالة التفاح، ومررت بقصر الزمرد حتى وصلت شارع وكالة الصابون المتخصصة في بضائع بلاد الشام. مررت بكنيسة الشوام والمدرسة الفارسية. ثم بمحل شواء لحم مفروم على هيئة كرات صغيرة مغلفة بأوراق العنب موضوعة في أسياخ من الخشب. وأشرفت على مئذنة جامع الحاكم بأمر الله، وبعد عدة عطف اقتربت من المدرسة الجنبلاطية الملاصقة لباب النصر.
لمحت من مبعدة بضعة عساكر من أهل البلد ومعهم عسكريان فرنساويان متجمعين عند الباب. أبطأت سيري وجعلت أتفرج على الدكاكين وأغلبها لتجارة المنسوجات. توقفت أمام بائع حمص وترمس واشتريت منه.
كنت أريد أن أعلق الورقة في موضع يسهل على الفرنسيين رؤيتها منه. فكرت في تعليقها على جدار المدرسة الجنبلاطية لكني عدلت عن الفكرة؛ فهي بعيدة عن مرمى رؤيتهم، كما أن التلاميذ يمكن أن ينزعوها.
Неизвестная страница