يحيرني أستاذي في تعليقاته فمرة يسخط على الفرنسيس، وتارة أخرى على العامة والمهيجين الذين ورطوا البلد في الفتنة.
الخميس أول مايو
دعا مراد بك كليبر للزيارة فذهب إلى داره في جزيرة الذهب حيث مد لهم أسمطة عظيمة، وسلمهم ما جمعه الترك من أغنام وخيول وميرة وكان شيئا كثيرا، فولوه إمارة الصعيد من جرجا إلى إسنا.
الجمعة 2 مايو
ذهبت اليوم إلى المجمع. اشتكى الصباغ من الضرائب التي فرضوها، فقال جاستون إن الذين يشتكون هم من القلة المتمسكة بالمال. ونقل عن كليبر قوله بأنه لا بد من عصر مصر كالليمونة لإنشاء مستعمرة دائمة فيها.
عند الخروج من المجمع رآني شاب من أولاد البلد كان مارا فبصق في الأرض.
السبت 3 مايو
ذهب أستاذي بعد صلاة الظهر إلى بيت ساري عسكر مع بقية المشايخ، وظل غائبا إلى ساعة متأخرة من الليل. وبقيت ساهرا في انتظاره. وحكى لي عند عودته طرفا مما تم. قال إن المشايخ كانوا في أفخر ثيابهم، ولا بد أن كلا منهم طمع وظن أن ساري عسكر يقلده في هذا اليوم أجل المناصب، أو ربما يكون في الديوان الخصوصي.
وقال: إنهم فرشوا سجاجيدهم أولا في الديوان الخارج ثم أهملوا حصة طويلة، لم يؤذن لهم، ولم يخاطبهم أحد، ثم فتح باب المجلس الداخل وطلبوا إلى الدخول فيه فدخلوا، وفرشوا سجاجيدهم مرة أخرى وجلسوا حصة مثل الأولى.
وأخيرا خرج إليهم ساري عسكر وصحبته الترجمان وجماعة من أعيانهم، فوضع له كرسي في وسط المجلس وجلس عليه، ووقف الترجمان وأصحابه حواليه، واصطف الوجاقلية والحكام من ناحية، وأعيان النصارى والتجار من ناحية أخرى. وكلم ساري عسكر الترجمان كلاما طويلا بلغتهم حتى فرغ، فالتفت الترجمان إلى الجماعة وشرع يفسر لهم مقالة ساري عسكر، فقال إنه يطلب منكم عشرة آلاف ألف. فقالوا له: نحن ما قمنا مع العثمانلي إلا عن أمركم لأنكم عرفتمونا أننا صرنا في حكم العثمانلي من ثاني شهر رمضان، وأن البلاد والأموال صارت له وخصوصا وهو سلطاننا القديم وسلطان المسلمين، وما شعرنا إلا بحدوث هذا الحادث بينكم وبينهم على حين غفلة، ووجدنا أنفسنا في وسطهم، فلم يمكننا التخلف عنهم.
Неизвестная страница