الجمعة 31 يناير
أخذ السيد أحمد المحروقي في تحصيل المال المطلوب من التجار وأهل الأسواق والحرف. وشرعوا في تحكير الأقوات، فغلت أسعارها وضاقت مؤن الناس. ومع ذلك كان كل من توجه عليه مقدار من ذلك المال اجتهد في تحصيله، وأخرجه عن طيب قلب وانشراح خاطر، وبادر بالدفع من غير تأخير لعلمه أن ذلك لترحيل الفرنساوية، ويقول سنة مباركة ويوم سعيد بذهاب الكلاب الكفرة. كل ذلك بمشاهدة الفرنسيس ومسمعهم. وسار الهمج وفقهاء المكاتب بجماعات من الأطفال وهم يجهرون: «الله ينصر السلطان، ويهلك فرط الرمان»، ونحو ذلك. وعندما سمع أستاذي بذلك استنكره، وقال إنهم لا يفكرون في عواقب الأمور.
السبت أول فبراير
قال جعفر إن الفرنساوية يبيعون أمتعتهم، وما فضل عن سلاحهم ودوابهم. واقترح علي أستاذي أن نشتري إحدى دوابهم فطلب مني أن أستفسر عن ذلك في المجمع.
الثلاثاء 4 فبراير
تدرج العثمانيون في دخول مصر، وصار في كل يوم يدخل منهم جماعة بعد جماعة، ففرح الناس كعادتهم بالقادمين، وظنوا فيهم الخير، وصاروا يتلقونهم ويسلمون عليهم ويباركون لقدومهم، والنساء يلقلقن بألسنتهن من الطيقان. ووصلت مراكب من جهة بحري، وفيها البضائع الرومية والياميش من البندق والجوز والزبيب والتين والزيتون الرومي. وظهر أثر ذلك في طعام الإفطار عندنا.
الجمعة 7 فبراير
جاءنا الشيخ صاحب الحمام المجاور واشتكى لأستاذي من أن العثمانية يجلسون على باب الحمام ويفرضون عليه شراكتهم. وقال إنهم يفعلون ذلك مع أصحاب الحرف والصناعات مثل القهوجية، والحمامية، والخياطين، والمزينين وغيرهم.
السبت 8 فبراير
ذهب أستاذي مع جمع من العامة وأصحاب الحرف إلى مصطفى باشا قائمقام، وشكوا إليه ما يفعله العثمانية، فلم يلتفت.
Неизвестная страница