قلت بصوت متحشرج: وكيف اكتشفوها؟
قال: جاءتهم أخبار بمحاولة تهريب جندي وعرفوا مكان اختبائه فهاجموه. - هل قبضوا على أحد؟ - لا أعرف.
الخميس 19 ديسمبر
اليوم مغادرتها. مشاعري متناقضة فأنا حزين لفراقها، وفي الوقت نفسه أشعر بشيء من الارتياح.
ذهبت في المساء إلى بيت حنا. لم يعد بعد.
الجمعة 20 ديسمبر
طلب مني فورييه أن أخرج مع رسامي الخرائط لأن مترجمهم مريض. قدمني إلى جومار كبيرهم. خرجنا فوق الخيول بصحبة كاتب قبطي وثلاثة من المرشدين. اتجهنا إلى جامع ابن طولون في قلعة الكبش. توقفنا وترجلنا وتركنا الخيول مع الخدم. وشرع جومار يدون أسماء الأزقة والدروب فوق خريطة كبيرة ثم يسجل ملاحظاته في كراسة معلومات. وكان القبطي يسجل الأسماء باللغة العربية.
الثلاثاء 24 ديسمبر
وقعت أمس مفاجأة غريبة؛ ففي المساء شعرت بالزهق فغادرت البيت، وتمشيت حتى قنطرة الموسكي، ثم عبرتها وأكملت الطريق حتى العتبة وأنا أتفرج على المتاجر. ولاحظت أن البضائع الأوروبية شحيحة.
اخترقت منطقة الرويعي حتى أشرفت على باب الحديد حيث تتجمع المصابغ وورش النجارة وفابريقات الخل ومعاصر الزيوت والمغازل والمناسج ومتاجر الحبوب. قادتني قدماي إلى الأزبكية وبيت بولين ووجدته مظلما. فعدت إلى العتبة. وعند مدخل الدرب الواسع لمحت شخصا يهرول. كان في هيئته ما هو مألوف. ولم ألبث أن تعرفت فيه على حنا. أوشكت أن أناديه ثم تراجعت واقتفيت أثره من بعيد.
Неизвестная страница