وترى في الشكلين الثالث والرابع مشابهة من بعض الوجوه، فالأخلاق فيهما متشابهة، وتدل هذه العيون على ميل صاحبتها إلى الدلال والترف والقصف، إلا أن صاحبة الشكل الثالث تحاول إخفاء أميالها والتلبس بالحشمة والرزانة والحق ظاهر من وراء ذلك.
ويدل الشكل الخامس على عيني فتاة يغلب الجد على طباعها فتأنف من المزاح وتبعد عن المجون، فهي غير صالحة للزواج؛ لأنها لا ترضي زوجها ولا هو يرضيها ولو كان أغنى من قارون وأحكم من سليمان، بل هي أصلح للتمريض في المستشفيات أو التدريس في المدارس.
وأما عينا الشكل السادس فأخلاق صاحبتهما كأخلاق الكهلات العزبات اللواتي يدركن الكهولة ولا يتزوجن وإن تكن هي لا تزال في إبان الشباب، وأوضح الأدلة على هذا الخلق تقوس الحاجب كما في هذا الشكل.
أما الشكل السابع وهو الأخير فعيناه عينا فتاة تصلح للزوجية وخصوصا لمن كثرت أشغاله وبعدت مطامح أغراضه، فكأن اعتدال حاجبيها يدل على اعتدال أخلاقها واقتصادها وتدبيرها.
وقد يهتم العزاب في هذا الموضوع أكثر من المتزوجين؛ لأنهم يستعينون به على اختيار الزوجات، فليتبصروا لئلا يخلطوا بين الأشكال أو يحسبوا هذه القواعد بلا استثناء، فضلا عما تؤثره التربية والتعليم مما قد يقوم مقام خلق جديد، أما إذا ثارت ثائرة الغضب أو اتقدت شعلة الحدة فيرجع كل خلق إلى أصله.
فراسة الخد
تختلف دلالات الخدود باختلاف أشكالها وألوانها، وكلاهما يتوقف على حال الصحة ونوع المزاج، وعلى شكل الخد يتوقف شكل الوجه، فيقال بالإجمال: إن الوجه المستدير إذا كان فيه لون دل غالبا على صحة أعضاء التغذية وقوتها وكان صاحبه حيوي المزاج، وإذا كان الوجه مستديرا مع بهوت اللون كان صاحبه ليمفاوي المزاج، وقس سائر أشكال الوجوه على ما قدمناه في باب فراسة الأمزجة وأشكال الوجوه؛ لأن شكل الوجه يتوقف على شكل الخد.
الاستحياء:
من الناس من إذا استحيى من عمل أو سمع ما يخجله تصاعد الدم إلى وجهه حتى تتورد وجنتاه، وهو غالب في النساء، ويدل ذلك على لطف الخلق ودقة الشعور، وهو يكاد يكون خاصا بالشعوب المرتقية، ولا أثر له في الزنوج ونحوهم، وقد ذكر بعضهم أن السرية الشركسية إذا كانت ممن يصبغ الحياء وجوههن عند الخجل تضاعف ثمنها.
النونة:
Неизвестная страница