Наука литературной психологии: основы литературной философии
علم أدب النفس: أوليات الفلسفة الأدبية
Жанры
نعم، إن هذه المعاهدات والقوانين الدولية ونحوها لا تكفل حتى الآن قيام الحق المطلق؛ لأن ارتباطها بعضها ببعض لا يزال واهنا ضعيفا رخوا، ولهذا لا تزال هذه القوانين متحيزة متشيعة مغرضة. وإنما كلما جرت الأمم في سبيل الرقي انضمت تحت لواء الإنسانية العامة، وتوثقت روابطها، وبالتالي قربت إلى الحق المطلق الذي هو مثل أعلى أيضا.
الفصل السادس
الحرية
إذا كانت القاعدة الأدبية سجية في الإنسان خلافا لسائر السنن والشرائع، فهي قيد لغرائزه وأهوائه أو رادع لها؛ وبهذا الردع تتجرد شخصيته من الشهوات التي تفسد الأدبية. إذن الإنسان بين متنازعين: سجيته الأدبية من جهة، وغرائزه وأهوائه من جهة أخرى.
وإذن يسوقنا البحث إلى موضوع خطير الشأن جدا؛ لأنه يلوح في بال كل إنسان مفكر، وهو موضوع الحرية. فهل الإنسان حر الإرادة وحر الفعل؟ وإن كان حرا، فهل حريته محدودة أو مطلقة؟ وإذن هل هو مسئول؟ وإلى أي حد هو مسئول؟ (1) ماهية الحرية (1-1) هل أنت حر؟
موضوع الحرية معقد جدا؛ ولذلك يكاد يتعذر تعريف الحرية، فإذا جرينا في التمثيل والتحليل والتعليل إلى أن نقيم في الذهن صورة واضحة للحرية أمكن القارئ أن يفهمها من نفسه بلا تعريف.
مما قيل في تعريف حرية الإرادة والفعل: إنه إجراء للفعل بلا تقيد بباعث أو داع له، أي إنك تفعل فعلك من غير أن يوجبه عليك موجب، فأنت اخترته ففعلته، وإلا فإذا كان هناك موجب للفعل خارجي فأنت غير حر، ولكن هل يمكن أن يتجرد المرء من الدواعي والبواعث والموجبات؟
وقد علمت أن شخصيته ليست نفسيته وجسمانيته فقط، بل هاتان مع غرائزه وظروفه أيضا، فلكي يكون الإنسان حر الإرادة والفعل على الإطلاق يجب أن يكون مسيطرا على أخلاقه وعلى ظروفه، وفي وسعه أن يكيفهما حسب هواه، فيفعل ما تمليه إرادته بلا داع ولا موجب، ولكن الإنسان مقيد بأخلاقه وغرائزه؛ ففعله إذن مقيد بظروفه، وبالتالي إرادته مقيدة أيضا، فهل حقيقي أنه غير حر؟
لنفرض أنك موظف في محل تجاري ووظيفتك تحصيل ديون المحل، وقد أنيط بك تدبر عملك كما تقتضيه حكمتك، وافرض أن عميلا للمحل في بلد آخر وعدك وعدا صادقا بدفع دينه في اليوم الفلاني، فلما دنا الميعاد عزمت على السفر، فهل تعد نفسك حر الإرادة هنا؟ أليس لديك أمر واحد فقط، وهو السفر لتحصيل الدين؛ لأن التحصيل أمر مؤكد في يقينك بناء على وعد المدين؟ وإذا كان لديك أمر واحد لا ثاني له، فهل هنا وجه للاختيار؟ الاختيار لا يكون في واحد، بل بين أمرين أو أكثر. إذن أنت غير مخير. الظرف الذي وجدت فيه هو واجبات وظيفتك ووعد المدين وحلول الميعاد. هذا الظرف حتم عليك أن تسافر؛ فما أنت إذن حر.
لنفرض مثلا أبسط من ذلك، وهو أن لديك عسلا وحنظلا، وأنت تعرف أن هذا عسل وهذا حنظل، فأيهما تأكل؟ بالطبع لا تختار الحنظل، بل تختار العسل حتما. فأنت هنا غير حر؛ لأن شهوتك للحلاوة قضت عليك بأكل العسل ونبذ الحنظل المر المذاق الذي تعافه النفس. قد تقول: لا آكل العسل ولا الحنظل. إليك مثلا آخر: لديك طعام دسم وطعام آخر مسمم وأنت جائع ولا تستطيع الصيام طويلا، فماذا تفعل؟ هل لديك غير أمر واحد، وهو أكل الطعام الدسم؟ إذن لست مختارا أحد أمرين ليصح القول: إنك حر في اختيار أحدهما. (1-2) المعرفة قيد
Неизвестная страница