مصطفى نجيب بك (الكاتب المشهور)
تبدو عليك مخايل العظماء
وتلوح فوقك صورة الحكماء
لله درك والهدى بك مغرم
كيف اصطبرت على هوى وعناء
أحمد زكي أبو شادي
شيء عن المهدى إليه1
لا أصعب وأقسى على نفس الأديب من أن ينعى إليه إمام من أئمة العلم وأستاذ من أساتذة الإنشاء واللغة، سيما إذا كان المنعي ممن نصبوا فكرهم على إيضاح الحقيقة وتجليتها في أجلى المظاهر، واقفا قلبه على البحث واستقراء مصادر العلل الاجتماعية ومداواتها بأنجع الوسائل، ومعدا ما هو معد من الخير الجزيل والنصح الغالي لأمته في طيات أسفاره التي ينتظر من المستقبل أن يعاونه في إخراجها إلى أيدي المطالعين فتنشب فيه المنية أظفارها، وتغدو صروح آماله كأنها بنيت على شفير هار.
هكذا كان شأن فقيد النثر والنظم المغفور له مصطفى نجيب بك فلقد ألف ثمانية مؤلفات نفيسة، وأخذ يشتغل في تأليف غيرها، وكان عاقدا نيته على أن يتولى طبعها بعد انقضاء سنتين من ذلك الحين، ولكن حل به القدر المحتوم؛ فترك تلك الآثار يعبث بها الدهر بعد أن كان يضن بها، وقد بيع بعد وفاته كل ما كان في مكتبته من كتب نافعة، ومؤلفات غزيرة بالمواد العلمية النادرة، فوصل إلى أهل النبل والفضل؛ أمثال أحمد تيمور بك من علماء القاهرة قليل منها، ولا سيما ما أنشأه وألفه، وانتهت جلها إلى أيدي أفراد تهاونوا بها، ولم يراعوا حرمة الأدب؛ فنشروا بعضها - كما بلغني - ونسب إليهم.
ولم أقف في أوراقي على شيء دبجته يراعته سوى بعض ملاحظات استعان بها على تأليف كتاب يبحث في تاريخ الآثار بمصر، واسمه: «الخرائب والأطلال المصرية»، وآخر في «حسنات المدنية الإسلامية» غير أنها متفرقة وإن تكن تدل على قدرة الكاتب وليست سهلة التناول أو قريبة المأخذ، بل يعسر عليك ترتيبها ومعرفة قصد الكاتب من بعضها والعلاقة التي تربطها بما يسبقها أو يليها.
Неизвестная страница