181

Чарльз Дарвин: его жизнь

تشارلز داروين: حياته

Жанры

بالرغم من ذلك، قرأت مؤخرا تعليقات بشأن التأثير المرجح لنظريتك على مسائل دينية وأخلاقية، وهذه التعليقات حيرتني وآلمتني بشدة. أعرف أن من يدلون بهذه التعليقات لا بد أنهم أذكى مني وأحكم. لا أستطيع التيقن من أنهم مخطئون ، إلا إذا أخبرتني بذلك. وأظن - لا أستطيع أن أعرف يقينا، وإنما أظن - أنني، إذا كنت كاتبة، كنت سأفضل أن تلجأ إلي مباشرة أشد المهتمات بأعمالي تواضعا عندما تواجهها صعوبة ما، على أن تطيل التفكير والحيرة، في انتقادات معارضة، ومن المرجح أن تكون خاطئة أو هوجاء.

في الوقت نفسه، أرى أنه من حقك تماما أن ترفض الإجابة عن مثل هذه الأسئلة التي طرحتها عليك. لا بد أن يأخذ العلم مجراه، ويأخذ اللاهوت مجراه، وسيلتقيان عندما يشاء الإله وأينما يشاء وكيفما يشاء، وإذا كان ملتقاهما لا يزال بعيدا جدا، فلست مسئولا عن ذلك بأي حال من الأحوال. إذا لم أتلق ردا على هذا الخطاب، فلن أستنتج شيئا من صمتك سوى أنك ترى أن طرح مثل هذه الاستفسارات على شخص غريب ليس من حقي. [جاء رد والدي كالتالي:]

داون، 14 ديسمبر [1866]

سيدتي العزيزة

كنت سأسعد جدا لو كان بإمكاني إرسال إجابات مقنعة على أسئلتك، بل أي إجابات من أي نوع أصلا. لكني لا أستطيع أن أرى كيف يمكن أن يكون للاعتقاد بأن جميع الكائنات الحية، بما فيها الإنسان، قد اشتقت وراثيا من كائن ما بسيط ولم يخلق كل منها خلقا مستقلا على حدة، أية علاقة بالصعوبات التي تواجهك. ويبدو لي أن الإجابة عن أسئلتك غير ممكنة إلا بدليل مختلف جدا عن الأدلة العلمية، أو عن طريق ما يسمى «الإدراك الداخلي». رأيي ليس أقيم من رأي أي شخص آخر فكر في مثل هذه الموضوعات، وسيكون من الحماقة أن أدلي به. بالرغم من ذلك، يمكنني القول إنني دائما ما كنت أرى أن الأكثر إقناعا لي أن أنظر إلى الكم الهائل من الألم والمعاناة في هذا العالم على أنه نتيجة حتمية لتسلسل الأحداث الطبيعي؛ أي القوانين العامة، وليس بسبب التدخل المباشر من الإله، مع أنني أدرك أن هذا غير منطقي إذا كنا نتحدث عن إله عالم بكل شيء. يبدو أن سؤالك الأخير يتحول تدريجيا إلى معضلة حرية الاختيار والحتمية، التي وجدها معظم الأشخاص غير قابلة للحل. كنت أتمنى من صميم قلبي ألا تكون هذه الرسالة بلا أي قيمة كما هي الآن. فأنا كنت سأرسل إجابات كاملة، وإن كنت لا أملك ما يكفي من الوقت والجهد لذلك، لو كان ذلك في إمكاني. يشرفني يا سيدتي العزيزة أن أحمل لك بالغ احترامي.

مع بالغ إخلاصي

تشارلز داروين

ملحوظة:

أشعر بالأسف على أن آرائي قد سببت لك الحيرة، لكني أشكرك على رأيك القائل بأن كلا من اللاهوت والعلم ينبغي أن يأخذ مجراه الخاص، وإنني في هذه الحالة لست مسئولا إذا كان ملتقاهما لا يزال بعيدا، وأكن لك احتراما بالغا على ذلك. [يناقش الخطاب التالي كتاب «سيادة القانون» المشار إليه سلفا قبل بضع صفحات:]

من تشارلز داروين إلى سي لايل

Неизвестная страница