Чарльз Дарвин: его жизнь и письма (Часть первая): с автобиографическим разделом от Чарльза Дарвина
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Жанры
كان للدكتور داروين ستة أبناء: ماريان التي تزوجت من الدكتور هنري باركر، وكارولين التي تزوجت من جوزايا ويدجوود، إيرازموس ألفي، وسوزان التي لم تتزوج حتى ماتت، وتشارلز روبرت، وكاثرين التي تزوجت من الكاهن تشارلز لانجتون. (إن السيدة ويدجوود هي الوحيدة الباقية على قيد الحياة الآن من بين كل هؤلاء.)
ولد الابن الأكبر إيرازموس عام 1804، وتوفي دون أن يتزوج في السابعة والسبعين من عمره.
ومثل أخيه، تلقى تشارلز داروين تعليمه في مدرسة شروزبيري، وفي كلية كرايست بجامعة كامبريدج. وقد درس الطب في إدنبرة ولندن، وحصل على درجة البكالوريوس في الطب من جامعة كامبريدج، لكنه لم يتخذ أي خطوة لممارسة مهنة الطب، وبعد أن غادر كامبريدج، عاش حياة هادئة في لندن.
لطالما كان هناك شيء شجي فيما يكنه تشارلز داروين لأخيه إيرازموس من عواطف، وكأنه ما فتئ يتذكر حياة العزلة التي عاشها، وكذلك صبره الذي يثير العواطف وطبيعته العذبة. كان كثيرا ما يتحدث عنه بالاسم «أخي الكبير المسكين راس» أو «أخي الكبير العزيز فيلوس»، وأعتقد أن كلمة فيلوس (الفيلسوف) كانت مما بقي من تلك الأيام الخوالي التي عملا فيها في الكيمياء بمستودع الأدوات في شروزبيري، وقد كانت هذه الفترة من الذكريات السعيدة التي كان يعتز دوما بتذكرها؛ ولأن إيرازموس كان أكبر من تشارلز داروين بأكثر من أربع سنوات، فلم يمكثا معا طويلا في كامبريدج، لكنهما قد أقاما معا في النزل نفسه قبل ذلك حين كانا في إدنبرة، ثم أقاما معا لبعض الوقت بعد رحلة «البيجل» في منزل إيرازموس بشارع جريت مالبرا. وفي هذا الوقت أيضا، نجد أنه يتحدث عن إيرازموس بعاطفة كبيرة في خطاباته إلى فوكس؛ فنجده يستخدم كلمات مثل: «أخي الكبير العزيز الغالي.» وبعد ذلك بعدة سنوات، كان إيرازموس داروين يأتي إلى داون أحيانا، أو يزور أسرة أخيه في عطلة الصيف. لكن الأمر قد انتهى تدريجيا إلى أنه عزم على البقاء في لندن وعدم مغادرتها نظرا لسوء صحته؛ فاقتصرت رؤية كل من الأخوين للآخر على المرات التي كان يذهب فيها تشارلز داروين لزيارة أخيه، ويقضي معه أسبوعا في منزله بشارع كوين آن.
وفيما يلي نبذة قصيرة كتبها تشارلز داروين عن شخصية أخيه في الوقت نفسه تقريبا الذي أضيف فيه وصف والده إلى عمله «ذكريات»:
كان أخي إيرازموس يتمتع بذهن صاف للغاية، وقد كانت اهتماماته ومعارفه في الأدب والفن، وحتى في العلوم، شاملة ومتنوعة؛ فعلى مدى فترة قصيرة، كان يجمع النباتات ويقوم بتجفيفها، وعلى مدى فترة أطول بعض الشيء، كان يجري تجارب في الكيمياء. لقد كان شخصا لطيفا للغاية، وكثيرا ما كانت بديهته وظرفه يذكرانني بما أجده في أعمال تشارلز لام وخطاباته. ولقد كان رقيق القلب للغاية ... وكان ضعيفا عليلا منذ صباه؛ ولذا فلم يكن يتمتع بطاقة كبيرة. ولم يكن شخصا مرحا في أغلب الأحوال؛ فقد كان الاكتئاب يخيم عليه أحيانا، لا سيما عند بداية بلوغه مبلغ الرجال وكذلك في منتصف عمره. كان يقرأ كثيرا منذ صباه، وكان يشجعني على القراءة في أيام الدراسة ويعيرني الكتب. وبالرغم من ذلك، فقد كنا نختلف اختلافا كبيرا في طبيعة تفكيرنا وأذواقنا؛ حتى إنني أعتقد أنني لا أدين له بالكثير من الناحية الفكرية. وأنا أميل إلى الاتفاق مع فرانسيس جالتون في الاعتقاد بأن التعليم والبيئة لا يؤثران في عقل المرء إلا تأثيرا صغيرا، وأن معظم صفاتنا غريزية فينا.
بالرغم من أن اسم إيرازموس داروين غير معروف لدى الجمهور العام، فإننا قد نتذكره من خلال وصف شخصيته الذي ورد في كتاب كارلايل «ذكريات»، الذي سأذكر بعضا منه فيما يلي:
كان إيرازموس داروين رجلا مختلفا للغاية، وقد تعرف علينا منذ فترة قريبة (كان قد سمع بكارلايل في ألمانيا وغيرها)، وهو لا يزال يزورنا منذ ذلك الوقت حتى إنه أصبح صديقا للعائلة يتردد على منزلنا كثيرا، غير أن زياراته قد صارت تتباعد وتقل أكثر فأكثر بمرور الوقت؛ نظرا لما يعاني منه من اعتلال الصحة، ولضيق وقتي وانشغالي كذلك، وغير ذلك. لقد كان يتمتع بنبوغ حقيقي يبعث على السخرية، وهو رجل من أكثر الرجال صدقا وإخلاصا، ومن أشدهم تواضعا. إنه الأخ الأكبر لتشارلز داروين (داروين المشهور هذه الأيام لكتابه عن الأنواع)، والحق أنني أفضل إيرازموس عنه لتفكيره وعقله، لولا اعتلال صحته الذي أجبره على أن يلوذ بالصمت والصبر في سكون ... لقد كان لسليل عائلة داروين الأمين هذا منزلة وحظوة خاصة لدى زوجتي العزيزة؛ فكثيرا ما كان يصحبها في عربته، ويسير بها في مختلف الطرق إلى المحلات وغيرها (فكانت عربة داروين بمنزلة نجمة الملك جورج بالنسبة لها) إذ لم تكن أجرة ركوب الحافلات العامة بالهينة في تلك الأيام، كما أن ما كان يتفوه به من عبارات قليلة وهي التي كانت ساخرة في معظم الأحيان، مصدر سرور كبير بالنسبة لها. لقد رأت فيه على الفور أنه «رجل فاضل تماما»، ويتمتع برجاحة عقل ورقة لا حدود لهما.
6
لم يحب تشارلز داروين تلك الصورة التي رسمها كارلايل لأخيه؛ إذ كان يرى أنه لم يستطع أن يصور فيها جوهر طبيعته المحبوبة للغاية.
Неизвестная страница