Чарльз Дарвин: его жизнь и письма (Часть первая): с автобиографическим разделом от Чарльза Дарвина
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Жанры
لقد قمنا ببعض الإجراءات الغريبة على متن «البيجل»، لكنها انتهت بنحو رائع لجميع الأطراف. إن القبطان فيتزروي كان يعمل بكد «شديد» على مدى الشهرين الماضيين، وفي الوقت نفسه، كان يتعرض باستمرار لمقاطعات مزعجة من ضباط السفن الأخرى. لقد كان بيع المركب الشراعي ذي الصاريين وعواقبه أمرا مزعجا للغاية؛ فقد كانت الطريقة الباردة التي عامله بها ديوان البحرية (وأعتقد أن ذلك لكونه مؤيدا لحزب المحافظين فحسب) وألفا آخرين، قد جعلته نحيفا ومريضا للغاية. وقد صاحب ذلك اكتئاب مريع للروح وفقدان القدرة على الحسم واتخاذ القرار ... وكل ما قاله باينو [الجراح] - من أن هذا من تأثير ضعف الصحة والإرهاق فحسب بعد مثل هذا المجهود - لم يكن كافيا؛ فقد قرر التخلي عن القيادة وتولاها ويكهام. ووفقا للإرشادات، يمكن فقط لويكهام أن يكمل مسح الجزء الجنوبي، وبعد ذلك، سيكون عليه أن يعود مباشرة إلى إنجلترا. كان الأسى الذي حل على «البيجل» بشأن قرار القبطان، شاملا وعميقا، ومن أحد الأسباب الكبيرة في انزعاج القبطان، هو شعوره باستحالة تنفيذ جميع التعليمات؛ ونظرا لحالته الذهنية، لم يخطر بباله قط أن هذه التعليمات نفسها قد أمرته بمسح أكبر جزء ممكن من الساحل الغربي «يسمح به وقته»، ثم المتابعة عبر المحيط الهادئ.
أما ويكهام (متخليا عن ترقيته بعدم اكتراث شديد) فقد حث على ذلك بكل قوة، وذكر أنه إذا تولى القيادة، فلن يدفعه شيء إلى العودة إلى تييرا ديل فويجو مجددا، ثم سأل القبطان: أي خير سنجنيه من استقالته؟ ولماذا لا نقوم بالأمر الأكثر نفعا ونعود عبر المحيط الهادئ كما أمرنا؟ وفي النهاية، وافق القبطان، وسحبت الاستقالة، وهو ما أسعد الجميع.
مرحى! مرحى! لقد استقر الأمر على أن «البيجل» لن تبحر ميلا واحدا جنوب كيب تريس مونتيس (200 ميل تقريبا جنوب تشيلوي) وسوف تستغرق الرحلة من هذه النقطة إلى بالبارايسو نحو خمسة أشهر. سوف ندرس أرخبيل تشونوس، المجهول تماما، والبحر الداخلي العجيب الذي يقع خلف تشيلوي. وهذا أمر رائع بالنسبة لي. إن كيب تريس مونتيس هي أبعد نقطة في الجنوب لذا فهي تستدعي قدرا كبيرا من الاهتمام بطبيعتها الجيولوجية؛ فهناك تنتهي الطبقات الحديثة. ويتحدث القبطان بعد ذلك عن عبور المحيط الهادئ، لكنني أعتقد أننا سنقنعه بإكمال ساحل بيرو، حيث الطقس رائع، وبالرغم من أن البلد مجدب بدرجة مخيفة، فإنه يزخر بالعديد مما يثير اهتمام الجيولوجيين. إن هذه أول مرة، منذ أن غادرت إنجلترا، أرى فيها أملا واضحا وغير بعيد للغاية في العودة إليكم جميعا: سوف نعبر المحيط الهادئ، ولن تستغرق الرحلة من سيدني إلى الوطن وقتا طويلا.
حينما تنحى القبطان، قررت على الفور أن أغادر «البيجل»، لكن تلك الثورة التي اندلعت بجميع مشاعري في خمس دقائق لم تكن منطقية على الإطلاق. إنني أشعر منذ وقت طويل بالحزن والأسف لطول مدة الرحلة (بالرغم من أنني لم أكن لأتخلى عنها)، لكن حين تقرر إنهاؤها، لم أستطع أن أتخذ قراري بالعودة. لم أستطع أن أتخلى عن تلك القلاع الجيولوجيا التي ظللت أبنيها في الهواء على مدى العامين الماضيين. لقد قضيت ليلة بأكملها وأنا أحاول أن أفكر في السرور الذي سأشعر به عند رؤية شروزبيري مجددا، لكن سهول بيرو القاحلة قد فازت. لقد صممت هذه الخطة (وأعرف أنكم ستعنفونني عليها، وربما لو بدأت في تنفيذها، لأرسل أبي في طلبي بنحو رسمي)، وهي المتمثلة في دراسة السلسلة الجبلية في تشيلي خلال هذا الصيف، ثم الانتقال من ميناء إلى آخر في الشتاء، على امتداد ساحل بيرو إلى ليما، ثم العودة في مثل هذا الوقت من العام القادم إلى بالبارايسو، وعبور السلسلة الجبلية إلى بوينس آيريس، فركوب السفينة إلى إنجلترا. أما كانت تلك لتصبح رحلة جيدة، ولأصبحت معكم جميعا في خلال ستة عشر شهرا؟ إن العودة لتييرا ديل فويجو دون رؤية المحيط الهادئ كانت ستصبح أمرا بائسا ...
سأصعد على متن السفينة في الغد؛ فقد كنت في منزل كورفيلد منذ ستة أسابيع. لا يمكنكم أن تتخيلوا كم وجدته صديقا طيبا. إن الجميع يحبونه، ويحترمونه، سواء السكان الأصليون أو الأجانب. والعديد من الآنسات التشيليات يتلهفن بشدة على أن يصبحن ربات هذا البيت. أخبري والدي بأنني صنت وعدي بشأن عدم الإسراف في تشيلي. لقد كتبت قسيمة بمقدار 100 جنيه (لو أنه كان من الأفضل إرسالها إلى بنك السيدين روبارتس وكيرتيس)؛ خمسون جنيها منها سيذهب إلى القبطان للسنة المقبلة، وسآخذ ثلاثين جنيها منها معي في البحر للموانئ الصغيرة؛ ومن ثم، فإنني لم أنفق بالفعل 180 جنيها على مدى الشهور الأربعة الأخيرة. أتمنى ألا أكتب قسيمة أخرى في الشهور الستة المقبلة. إن جميع هذه التفاصيل السابقة لم تحدد إلا أمس، وقد عادت علي بالنفع أكثر مما قد يعود به تناول بعض الدواء، وكذلك لم أشعر بهذا القدر من السعادة على مدى العام الماضي. لولا مرضي، لكانت هذه الشهور الأربعة التي قضيتها في تشيلي ممتعة جدا. لكن كان حظي سيئا فقط بحيث شهدت حدوث زلزال واحد طفيف. لقد كنت مستلقيا في الفراش، بينما كانت بالمنزل حفلة عشاء، وفجأة سمعت جلبة في غرفة المائدة، ودون أن يتفوه أحد بأي كلمة، حاول كل منهم الخروج أولا لينقذ حياته، وفي اللحظة نفسها، شعرت باهتزاز «طفيف» في سريري في أحد الجوانب. كان الحضور في الحفل من المسنين وقد سمعت تلك الضجة التي تسبق الصدمة دائما؛ فلا أحد من المسنين يرى الزلزال من وجهة نظر فلسفية ...
أودعكم جميعا؛ فلن تتلقوا خطابا مني إلا بعد حين.
عزيزتي كاثرين
أخوك المحب
تشاز داروين
خالص مودتي إلى أبي وإليكم جميعا. أبلغي مودتي إلى نانسي.
Неизвестная страница