85

Характеристики победоносной секты и её концепции

صفات الطائفة المنصورة ومفاهمها

Издатель

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Место издания

الجيزة - مصر

Жанры

الثاني: إَنَّ ما يطرأ من شبهات لا يجوز أَنْ يُؤَثِّرَ في الأصل، والأصل -وهو الطريق- أعظم، وأوضح مِنْ أَنْ يعرقل السيرَ عليه شبهةٌ، أو تقطع به عقبةٌ. أَوَكُلَّمَا اعْتَرَضَتْنَا عَقَبَةٌ تَرَكْنَا الصراط .. وكلما جاءتنا شبهة شككنا في الطريق؟ ! الثالث: لقد كان هذا واقعَ الأنبياء عامة، وحالَ رسولنا خاصة -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- فكانوا يَبْنُونَ، ويحاول الكفار أن يهدموا .. فما تنكّب الأنبياء -لفعل الأعداء- الصراطَ المرسومَ، ولا خرجوا عن السبيل المعلوم. ولذلك نجدهم -صلوات الله عليهم- لم ينتصروا لظلم وقع عليهم، ولا أراقوا قطرة دم واحدة في الدعوة قبل التمكين، بل ولا لطموا أحدًا قَطُّ. وما قالوا: «نحن نبني، وهم يهدمون»! ! إن لازم هذه المقولة تخطئة الأنبياء، وعلى رأسهم نوح ﵇، الذي مكث تلك السنين الطوال دون أن يقول: «نحن نبني، وهم يهدمون»، ولم يطلب من رَبِّهِ حَمْلَ السلاح، ولا مقارعة الأعداء، فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟ الرابع: إننا لو كنا نبني بقوة وثبات -كما كان يبني الأنبياء من قبلنا، وكما بنى رسول الله ﷺ أصحابه- لَمَا استطاعوا أن يهدموا .. وهذه سُنَّةُ الله في خَلْقِهِ.

1 / 85