"وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى.."١.
كما بعث إلى إسماعيل الجراعي باليمن خطابا يوضح فيه موقفه من كتب المتأخرين فيقول:
"وأما المتأخرون ﵏ فكتبهم عندنا، فنعمل بما وافق النص منها وما لا يوافق النص لا نعمل به".
وفي كتابه إلى عبد الله بن عبد الله الصنعاني يقول:
"وأما مذهبنا فمذهب الإمام أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة. ولا ننكر على أهل المذاهب الأربعة إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة وإجماع الأمة وقول جمهورها..٢. ولقد دلل الشيخ محمد بن عبد الوهاب على هذا عمليا بمؤلفاته الفقهية التي تنتمي معنى ومضمونا إلى المذهب الحنبلي.
وينفرد المؤرخ عثمان بن عبد الله بن بشر٣ برواية تحمل الكثير من الدلالات للباحث في هذا الصدد، فقد جاء في معرض الحديث عن مؤلفاته العلمية قوله: "واختصر من الشرح الكبير والإنصاف مجلدا لبيان الخلاف، وأمر بالقراءة فيه، فلما سمع بذلك المنتسبون للعلم من أهل نجد كذبوا عليه أنه طعن في كتب المذهب كالإقناع والمنتهى التي على قول واحد، فأخذ من شرح الإقناع نبذة في أحكام الصلاة والزكاة والصيام من باب آداب المشي إلى الصلاة إلى باب ما يفسد الصوم، وأمر بالقراءة فيها