Казза дочь Халифы
عزة بنت الخليفة: رواية تمثيلية ذات فصل واحد
Жанры
بيدك مثلا تلمسين الأشياء على اختلافها، وبقدمك اللطيفة تطرقين الدروب على تنوعها، وبأذنك تحوين الكلمة الصادرة والنغمة المطربة فتملأ نفسك مسرة وارتياحا، وبشفتيك ترسلين رسل البيان أطلقت من حنايا الصدر لطيفة العبير إذ يعلو ويقر هادئا كصافي الغدير.
عزة :
لقد عرفت كل ذلك من قبل، ثم ماذا؟
سيف :
خبريني إذن، لماذا خلق الله لك العينين، وأي نفع لك من هاتين النرجستين ركبتا في أجاجين كالدرتين؟!
عزة :
أي نفع لهما عندي! ما أعجب هذا السؤال! إني ما فكرت في الأمر من قبل، ولكن ما أسهل الجواب! فإني إذا غشيني المساء وتملكني الإنضاء غض النوم منهما وخيم السبات عليهما، ثم أذاع فيهما حلاوة السنة وسحر الرقاد، فأحسست بنعيم دونه كل نعيم. هذا بعض فضل العيون علي، ألم تجد أنت لعينيك عليك فضلا؟ إني وجدت كثيرا، ذهبت مرة أغرس وردة فلدغتني نحلة وآلمتني، فلما تألمت تحدرت الدموع من عيني تباعا وواستني، وإذ أخذت أنتظر أبي العزيز فلم يجئ وملكني الشوق إليه فلم أجدني بين ذراعيه، ثم جاء إلي وضمني إليه بكيت فرحا وحبورا ونثرت الدموع على كتفه سرورا، فالدموع يا صاحبي دموع العين تخفف عن القلب حمله فرحا كان أو أسى. يا عجبي منك! كيف تسألني لم خلق الله العينين وهما كما علمت عزاء للحزين في ترحه، وكمال للقلب في فرحه؟!
سيف :
معذرة يا سيدتي، لقد كان سؤالي لك فضولا وجهالة، إن في نفسك من الوضاحة وفي روحك من البيان ما لا حاجة معه إلى نور تتصيده العين ليكشف لها خبايا المجهول. أيتها الخفية الحسناء، إذا كان لك ببني آدم صلة تنتهي بأمهم الأرض أو كان لك في مسرات هذه الحياة الحائلة نصيب، فتقبلي من أحد الأمراء خالص خضوعه لك وطاهر شغفه بك، وإذا قبلت فاسمعي قسمي لك وعهدي: لن يكون لأنثى في نفسي وإن سما فرعها وعز جمالها أثر بعد اليوم يمحو صورتك المنقوشة على صحيفة روحي حتى يقضي الله.
عزة (بعد سكوت قصير) :
Неизвестная страница