ب : «ماذا تقصدين؟»
ف : «حسن، النتيجة المستفادة مما افترضناه هو أن حظ الأخيار سعيد كله، سواء منهم الراسخون في الخير أو المتقدمون على دربه أو المبتدئون فيه، بينما حظ جميع المخلفين في الشر هو حظ سيئ تماما.»
ب : «هذا حق، وإن لم يجرؤ أحد على الاعتراف به.»
ف : «لهذا السبب، ينبغي على الحكيم ألا يشكو كلما اشتبك مع الحظ، مثلما ينبغي على الشجاع ألا يسخط إذا حمي وطيس الحرب، ذلك أن الشدائد نفسها هي فرصة لكل منهما: لواحد كي ينال المجد، وللآخر كي يؤكد حكمته ويقويها، من هنا تستقي «الفضيلة»
virtue
اسمها؛ لأنها قوية صلبة بحيث لا تقهرها الشدائد.
1
ولا أنت يا من تمضي قدما على درب الفضيلة قد بلغت ما بلغت لكي تسلم نفسك للمباهج أو تفسدها بالملذات، بل اصطرع بعنف وضراوة مع كل ضروب الحظ الجامح؛ حتى لا تقهرك الضراء ولا تفسدك السراء، اتخذ الطريق الوسط بصلابة لا تهتز، فكل ما يحيد عن الوسط يزري بالسعادة ولا يجني ثمرة جهده، إن قدرك بيديك ... بيدي صنف القدر الذي تود أن تشكله لنفسك؛
2
لأن كل ما يبدو عسيرا هو عظة أو تقويم أو عقاب.»
Неизвестная страница