ولا تقول : تحرك المفتاح فتحركت يدي ، وإن كانا معا في الزمان.
أو تقول : الشعاع من النير ، ولا تقول : النير من الشعاع ، وإن لم ينفك أحدهما عن الآخر بحسب الزمان.
وأما القدم والحدوث الدهريان ، اللذان اخترعهما بعض فضلاء العصر (1)، فلا محصل لهما ، كما يأتي بيانه في مباحث حدوث العالم إن شاء الله.
* وصل
القديم الذاتي لا يسبقه العدم أصلا ؛ لأن ما لا يكون وجوده من غيره لا يكون ممكنا ؛ لما دريت أن الممكن وجوده من غيره. ولا ممتنعا ؛ إذ الكلام في الموجودات ، فهو إذن واجب ، والواجب لا يسبقه العدم بالضرورة.
وأما القديم الزماني فقد يكون مسبوقا بالعدم ، حيث يكون وجوده من غيره ، فيتصادق مع الحادث الذاتي.
والحق أن ما لا يدخل تحت الزمان لا يتصف بالقدم والحدوث الزمانيين ، فلا فرد للقديم الزماني ، لما سيأتي من بيان حدوث كل ما يدخل تحت الزمان بحسب الزمان.
Страница 146