Возвращение чёрной смерти: самый опасный убийца всех времён
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Жанры
وضعت سياسة عزل جزئي قيد التنفيذ إبان الوباء المتفشي في بنريث، فلم يكن مسموحا للمزارعين من خارج البلدة (وهو أمر واضح المغزى) الدخول أثناء تفشي الطاعون؛ إذ أوقفت جميع الأسواق التي كانت تقام بانتظام وأقيم بدلا منها أسواق مؤقتة في الضواحي. أورد فيرنس أن «قاطني الوديان، الذين كانت ترتعد فرائصهم قطعا أكثر من غيرهم، لم يتجاوزا قرية بولي.» (التي كانت تبعد نحو أربعة أميال). وكان سكان البلدة يدفعون نقود مشترياتهم من خلال رمي العملات في أحجار طاعون مجوفة تحتوي على مادة خام، من المفترض أنها سائل مطهر، وفي الغالب كانت خلا. انتشر استخدام أحجار الطاعون إبان الوباء في إنجلترا ولا يزال أحدها محفوظا في أحد الحقول في بنريث. بلا ريب، يستدل من ذلك على أن الجميع اعتقدوا أن عدوى الطاعون تنتقل من خلال الاحتكاك المباشر بين الأفراد. (4) الضحايا يتكلمون
عدنا مرة أخرى إلى أرشيف مكتب السجلات بكارلايل للعثور على وجهة نظر أخرى عن الأحداث إبان الأزمة في بنريث. كانت سو تستعين في هذه الحادثة بمعلومات من مصادرها الأصلية مباشرة حصلت عليها من فحص وصايا الأفراد الذين ماتوا في الوباء.
إن قراءة وصايا أولئك الذين ماتوا خلال الطاعون تتيح فهما عميقا لسرعة زحف المرض المدمرة، كما أنها تميط اللثام بالأخص عن مآسي العائلات التي ضربها الطاعون والتي واجهت القدر بعزة وجلد.
طيلة كل هذا البؤس والخوف والمعاناة، واصل المواطنون حياتهم اليومية قدر استطاعتهم، فبالرغم من حقيقة أنهم كانوا على مشارف مواجهة موت مؤلم، فإن أولئك الرجال والنساء حرروا وصاياهم بكل دقة، مانحين اهتماما خاصا إلى حضانة أبنائهم لو قدر لهم النجاة (مع أنهم قلما نجوا).
ولم ينسوا في وصاياهم فقراء الأبرشية، فكثيرا ما كانوا يتركون لهم كمية من أحد أنواع الشعير الرديئة، وكان عدد منهم يترك النقود من أجل بناء وإصلاح الكباري في البلدة، وكثيرون ورثوا لآخرين ممتلكات تركها لهم آباؤهم المتوفون بالفعل خلال الطاعون، لكنهم لم يكونوا قد تسلموها منهم بعد.
وحدهم فقط من يمتلكون مقتنيات ثمينة هم الذين حرروا وصايا إبان الطاعون. وكان جميع أعضاء البلدة موسري الحال - الذين كانوا في أغلبهم تجارا ناجحين - تجمعهم روابط قوية بعضهم مع بعض وبينهم وبين شهودهم. وكانوا يمثلون مجموعة منفصلة عن طبقة الأعيان، الذين لم يمت منهم سوى ثلاثة أفراد في نوبة الطاعون؛ فقد ولى معظمهم الأدبار بمجرد أن عاود الطاعون الظهور في الربيع. إليكم مقتطفات من بعض الوصايا التي حررها أولئك الذين ماتوا على إثر الإصابة بالطاعون.
تزوج مايكل دوبسون البالغ من العمر 20 عاما في العشرين من يوليو عام 1598، إلا أنه لم ينعم بحياته الزوجية طويلا، فحرر وصيته بعد مرور شهر واحد على زواجه في السابع والعشرين من أغسطس 1598، ودفن بعدها بخمسة أيام في الأول من سبتمبر. ترك دوبسون لزوجته إيزابيل (التي نجت من الطاعون) «جميع ما كان بحوزته من ممتلكات ومخازن غلال وأراض وعقارات عقب وفاته».
حرر جون ستينسون وصيته في الثلاثين من أغسطس عام 1598 ودفن بعدها بثلاثة أيام في الثاني من سبتمبر. وقد ترك المنزل بأكمله - الذي كان ملكا لأبيه - إضافة إلى ملحقاته، لابنه الأكبر توماس (الذي نجا على الأرجح من الطاعون) وقد آلت بقية ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة لابنه ريتشارد وابنته مارجريت. الشيء المفجع أن ريتشارد دفن بعد يومين من دفن أبيه، بينما ظلت مارجريت على قيد الحياة لفترة أطول قليلا؛ إذ لقيت حتفها على إثر الإصابة بالطاعون بعدها بنحو ستة أسابيع. وترك جزء صغير من التركة لفقراء الأبرشية، وهو ستة أرباع بوشل من دقيق الشوفان.
ضرب الطاعون عائلة آرثر جيبسون بقوة؛ إذ فقد ابنته إليزابيث في العاشر من يوليو 1598، قبل أن يضرب الطاعون عائلته مرة أخرى بعدها بنحو عشرة أسابيع، ودفنت إليزابيث على التل، ودفن أحد أبنائه في التاسع عشر من سبتمبر 1598 وحرر آرثر وصيته بعدها بيومين في الحادي والعشرين من سبتمبر. لقيت زوجته حتفها في اليوم التالي وكان لديه طفلة أخرى (آن البالغة من العمر تسع سنوات) وافتها المنية في الرابع والعشرين من سبتمبر. تمنى آرثر في وصيته قائلا:
أود أن يدفن جثماني بجوار جثامين زوجتي وأولادي، ومن ثم عندما يموت كثيرون منا في هذا الوقت، سوف يدفنون بداخل فناء كنيسة أبرشية بنريث ... تئول جميع أراضي وممتلكاتي إلى ابني الأكبر جون الذي نجا من الطاعون، ربما كان يعيش في الأرض الخاصة به بعيدا عن المنزل ... أهب جين ابنتي الكبرى البقرة الرقطاء، وأيضا إذا توفي جميع أبنائي باستثنائها، أهبها عشرين من الأغنام.
Неизвестная страница