Возвращение чёрной смерти: самый опасный убийца всех времён

Файика Джирджис Ханна d. 1450 AH
173

Возвращение чёрной смерти: самый опасный убийца всех времён

عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور

Жанры

يبقى الاحتمال المرعب أن بمقدور الإرهابيين تصنيع شيء شبيه بالموت الأسود. ثمة الكثير من علماء الأحياء الدقيقة وخبراء الحرب الباردة الذين انتقلوا من تصنيع كميات كبيرة مخزنة من أبواغ الجمرة الخبيثة وتصنيع نسخ مقاومة للقاح من الأمراض المعروفة، إلى إنتاج جراثيم خارقة مصممة خصيصا على حسب الطلب. إن إمكانيات التكنولوجيا الحيوية رائعة، وقد بات إنتاج كائنات بيولوجية جديدة متناهي السهولة. إن الميكروبات والسموم التي تهاجم الجهاز المناعي للإنسان أو الأغماد العصبية موجودة بالفعل، وقد نجح كل من الأمريكيين والروسيين في إنتاج نسخ أكثر فتكا من الجمرة الخبيثة والجدري وإيبولا والطاعون الدبلي.

في نوفمبر 2003، أعلن عن أن عالما كان يحصل على تمويل من حكومة الولايات المتحدة أنتج عمدا عن طريق الهندسة الوراثية شكلا شديد الفتك من جدري الفئران، وهو فيروس قريب من فيروس الجدري.

أثبت العلماء الأمريكيون مؤخرا مدى سهولة إنتاج جراثيم فتاكة من أجل الأسلحة البيولوجية؛ فقد ركيبوا نسخة من صنع الإنسان من فيروس شلل الأطفال من خلال استخدام الدي إن إيه وخريطة جينية لمسبب المرض متاحة على الإنترنت. كانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها فريق من العلماء التكنولوجيا المتاحة في صنع فيروس صناعي بالكامل من البداية. ولاختبار مدى كفاءته حقنوا به الفئران، التي عانت أولا من الشلل ثم ماتت.

في الواقع، إن استخدام مرض ناشئ أو جرثومة خارقة معدلة بيولوجيا سيكون حيلة ماكرة من الإرهابيين. قد لا يثير هذا الشكوك لمدة طويلة يمكن أن تتكون خلالها جائحة عالمية، في حين أن تفشي الجدري في أي مكان في العالم سوف يعرف في الحال أنه من صنع الإنسان.

بلا شك، يوما ما عما قريب، سوف يبدأ شخص ما في مكان ما بالعبث بالحمى النزفية الفيروسية. تخيل جرثومة خارقة معدلة وراثيا أشد فتكا وأكبر قدرة على العدوى من الموت الأسود؛ حينئذ سينتشر هذا المرض عن طريق العدوى الرذاذية، ولن يحتاج الأمر إلا إلى مصاب واحد (وإن كان الإرهابي سيتمنى وسيعمل من أجل إصابة المزيد، ويفضل في مختلف البلدان لتوفير مساحة لوقوع أخطاء) كي يحدث الدمار التام. هذا هو خطر اللعب بالنار، وهو نتيجة مباشرة للثورة التكنولوجية الحيوية التي حدثت في أعقاب الاكتشاف المصيري للبنية الحلزونية المزدوجة للحامض النووي. وهكذا صارت خريطة الحياة خريطة للموت. (9) دعوة لليقظة

لقد اكتملت رحلتنا. لقد قلبنا التاريخ رأسا على عقب. ومن اكتشافنا الذي حدث بمحض المصادفة لسجل أحد الأوبئة في بلدة تقام فيها سوق مركزية بشمال إنجلترا، نعرف الآن أن الموت الأسود والطواعين كان سببها أكثر الأمراض المعدية الناشئة رعبا على مر التاريخ. بعد أن هرب الطاعون النزفي من إثيوبيا منذ حوالي 3000 سنة، متنقلا كما هو الحال دائما من خلال حركة التجار المصابين، وطد قاعدته في بلاد الشام، ومن هناك ضرب الحضارتين اليونانية والبيزنطية والإمبراطورية الإسلامية الأولى، وكانت الدويلات العامرة هي ضحاياه المفضلة.

وأخيرا، في منتصف القرن الرابع عشر، دمر الطاعون النزفي سكان أوروبا، وهي أعظم كارثة بشرية على مر التاريخ. في الأيام التي كانت فيها وسائل المواصلات محدودة للغاية، استطاع أن يصنع هذه الضربات طويلة المدى فقط بسبب فترة حضانته الطويلة للغاية، وعلى مدار الثلاثة القرون التالية، أحكم قبضته القاسية على أوروبا، ولم يختف أخيرا إلا بفضل وجود طفرة جينية لدى قلة محظوظة.

لا بد أن ندرك الأخطار المرعبة للأمراض المعدية الناشئة ونقبلها. قلما كانت تحدث هذه الأمراض حتى حوالي عام 1970، عندما تغير نمط حياتنا سريعا وكلية، وباتت تتوارد البلاغات عن مرض جديد كل عام. لكن، رغم خطورة هذه الأمراض وقدرتها الكبيرة على الفتك، فإنها لا تبلغ وحشية سفاح العصور الوسطى على الإطلاق. تظهر الروايات التي عرضناها بكل وضوح المعدل الصاعق للخسائر في الأرواح؛ فقد لقي نحو نصف سكان العالم الغربي حتفهم في وباء واحد للموت الأسود، وهو حدث لا مثيل له. إن وصف الميتات الأليمة التي كان يلقاها الشخص وحيدا تقشعر له الأبدان ويجعل الدم يتجمد في عروق كل منا.

إننا مدينون لأنفسنا ولمن ماتوا بأن نظل محترسين على الدوام لئلا يعاود الطاعون النزفي الظهور، وأن نتأكد أنه ليس لديه فرصة لإعادة تأسيس معقل له من خلال الجهل والتحريف. بهذه الطريقة لن تذهب معاناة وموت الملايين سدى.

قراءات إضافية

Неизвестная страница