Возвращение чёрной смерти: самый опасный убийца всех времён
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Жанры
الفصل الثامن عشر
مخاطر الأمراض الناشئة
لطالما استخدمنا باستمرار في كل أجزاء هذا الكتاب لفظة «الطاعون»، مع أنها في الواقع ليس لها تعريف محدد. وقد تم استخدامها للإشارة إلى مجموعة كبيرة من الأحداث الكريهة بدءا من استخدامها لوصف ضربة الجراد «طاعون الجراد» في العهد القديم ووصولا إلى جائحة الإنفلونزا التي حدثت بين عامي 1917-1919. تشكل اللفظة جزءا من الأسماء الشائعة لبعض الأمراض (مثل «الطاعون الدبلي») كما تستخدم أيضا للإشارة بشكل محدد إلى تسلسل من الأوبئة في أوروبا في أعقاب الموت الأسود.
إلا أنه ثمة فئة مثيرة ومهمة من الأمراض التي تتوافق إلى حد ما مع فكرتنا البديهية عن الطاعون، ألا وهي الأمراض الناشئة التي عرضنا لها في الفصل الخامس عشر.
بمجرد قبولنا أن الموت الأسود لم يكن ناتجا عن الطاعون الدبلي، يصبح جليا أنه لم يكن ناتجا عن عامل معد معروف، وأنه لم يكن سوى مرض واحد ضمن سلسلة طويلة من الأمراض الناشئة - مع أنه بالطبع أكثرها بشاعة - التي أصابت البشرية منذ فجر الحضارة. تظهر هذه الأمراض المعدية الفتاكة من العدم بنحو غامض، وتأخذ مسارها ثم تختفي، وأحيانا تستطيع أن تعاود الظهور.
عندئذ لا بد أن نقبل الاحتمالية المرعبة التي تشير إلى أن الموت الأسود يستطيع أن يعاود الظهور، أيا ما كان المكان المتواري فيه؛ فمثل هذا الحدث قد يقضي على حضارتنا.
كان جليا لنا أننا لا بد أن نفحص الآن بيولوجيا الأمراض المعروفة التي نشأت في عوائل حيوانية في القرن العشرين فحصا متمعنا. لقد سمعنا جميعا عن تفشي فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز الذي يستحيل ردعه، وقد اكتشفنا ظهور أمراض كثيرة أخرى جديدة تماما على مدار الثلاثين عاما الأخيرة. إذا كان هناك أي احتمال لمعاودة الموت الأسود - أبشع مرض فتاك ضرب البشرية على مدار تاريخها - الظهور مرة أخرى، ينبغي علينا أن نكون مستعدين. (1) خطر الأمراض الناشئة المستتر
نقدم في هذا الفصل نظرة عامة عن بعض الطواعين التي أصابت البشرية بعد الموت الأسود. لا تزال الأمراض الناشئة تظهر اليوم بتواتر متزايد مثير لأقصى درجات القلق. ما خصائصها البارزة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نضع في اعتبارنا بعض الأمثلة الشهيرة للأمراض المعدية التي «ليست» طواعين.
إن أمراضا مثل الحصبة موجودة منذ زمن طويل. الحصبة مرض شديد العدوى، وتنتشر موجات فاشياتها الوبائية انتشار النار في الهشيم بين الأطفال المعرضين للإصابة، وهي لا تمثل خطرا على الأطفال الذين يحصلون على التغذية الجيدة في البلدان المتقدمة، لكن في القرون الماضية - وفي البلدان الفقيرة اليوم - ربما كانت 15٪ من حالات الإصابة قاتلة، وإذا تعافى طفل مصاب، تصير لديه مناعة من المرض، ولا يصاب به مرة أخرى. يمكن اعتبار هذا الفيروس طفيلا ناجحا يتعايش في توازن مع عائله؛ وهو الإنسان. ما دام ثمة أطفال يولدون على الأرض، فسوف يتعايش الفيروس مع الإنسان إلا إذا أبيد ببرنامج تطعيمي للطفل.
ربما كان الجدري في أول ظهوره مرضا حميدا نوعا ما؛ كونه يأتي من الحيوانات الداجنة، إلا أنه تحور نحو عام 1630 ليصبح أكثر فتكا، وقد كان أكثر الأمراض المرعبة في أوروبا بعد اختفاء الطاعون. وكما هو الحال مع الحصبة، يؤدي التعافي منه إلى اكتساب مناعة؛ ومن ثم لم يكن يصاب به سوى الأطفال، وقد كان أقل قدرة على العدوى من الحصبة، إلا أنه أكثر فتكا.
Неизвестная страница