Возвращение чёрной смерти: самый опасный убийца всех времён
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Жанры
قررت سو سكوت أن تقوم بالعمل الميداني على النحو المناسب، وقادت سيارتها عبر جبال البيناينز في يوم شتوي بارد لاستطلاع إيم. عاينت سو مسرح الجريمة بالاستعانة بخريطة، وشاهدت ما تبقى من الأدلة التي منها أكواخ الطاعون التي التقط لها العديد من الصور والتي شهدت بدء الوباء، وخزانة في الهيكل الشمالي من الكنيسة يقال إنها صنعت من الصندوق الذي احتوى على القماش الشهير. كما زارت المتحف القومي، وعلمت أن تعدين الرصاص وصنع الأحذية ونسج الحرير كانت ذات يوم المهن التي يمتهنها أهل القرية.
خريطة قرية إيم بمقاطعة دربيشير.
لم يشكك أحد في شجاعة أهل إيم، لكن عادة ما يشير المعلقون إلى أن طوق الحجر الصحي كان وسيلة عديمة الجدوى لمكافحة الفئران والطاعون الدبلي، وبعبارة أخرى، ذهبت تضحية القرويين سدى. هذا مخالف للمنطق؛ لأن ما حدث بالفعل هو أن حيلة تطويق البلدة نجحت نجاحا كاملا، ولم يفلت الطاعون ليهاجم أي مجتمع آخر على مقربة من البلدة. وكما رأينا فإن هذا يناقض تماما السلوك الفعلي للطاعون الدبلي في المنطقة الخلفية من ميناء مارسيليا في الفترة ما بين عامي 1720 و1722، التي أخفقت فيها الأطواق الصحية تماما، وزحف الطاعون الدبلي، وانتقل إلى الكثير من القرى والضياع المجاورة. (2) المحقق التاريخي يعمل من جديد
كما هو الحال دائما، توجد الحقيقة في سجلات الأبرشية، التي حفظها كاهن إيم باهتمام كبير، وهي عبارة عن دفتر يومي للطاعون.
استهللنا عملنا بتحديد إجمالي وفيات الطاعون شهريا، ووجدنا تشابها ملحوظا مع أحداث بنريث. بدأ الطاعون في أوائل سبتمبر 1665، ووصل إلى ذروة صغيرة في فصل الخريف، وتحديدا في شهر أكتوبر. انحسر بعدها الوباء تدريجيا واستمر بصعوبة طيلة الشتاء. انفجرت المرحلة الثالثة من الوباء في مايو التالي وارتفعت سريعا لتصل إلى ذروتها في أغسطس. بعدها خمد الوباء واختفى بحلول ديسمبر عام 1666.
بثت النتائج التي توصلنا إليها حتى ذلك الحين الحماس في نفوسنا، ورسمنا جدولا يوضح انتشار العدوى داخل العائلات وبينها، وكانت النتائج حاسمة. مرة أخرى وصلت العدوى إلى القرية عن طريق مسافر غريب، وكان نمط نوبتي العدوى الثانية والثالثة مطابقا لذلك الذي لبنريث. كانت فترة كمون المرض 12 يوما، والوقت بين الإصابة والموت 37 يوما. لم يكن هناك أدنى شك بأن نفس المرض المعدي كان السبب وراء الأوبئة في بنريث، وبعد مرور قرابة السبعين عاما، في إيم.
كي نميط اللثام عن القصة الحقيقية للطاعون في إيم، لا بد أن نعود إلى الأدلة الأصلية التي اشتملت على وصايا أهل القرية وسجلات الأبرشية. تقوم القصة التي سنقدمها على حقائق مأخوذة بدقة قدر المستطاع من المصادر الأولية. وقد أعدنا بالأخص ترتيب العائلات في إيم، واقتفينا أثر خطوط العدوى بينها.
وفيات الطاعون الشهرية في إيم. كما الحال في بنريث، كانت هناك نوبة تفش صغيرة في خريف عام 1665 أعقبتها فترة خمود في الشتاء، قبل أن يعاود المرض الظهور في الربيع ليصل إلى ذروته المعتادة في الصيف.
إيم واحدة من مجموعة قرى قديمة منعزلة على الحافة الشرقية من مقاطعة بيك في دربيشير، تقع على منحدرات فوق وادي ديروينت. ولما كانت مكانا نائيا ومنعزلا عام 1665 وتقع على ارتفاع 245 مترا فوق سطح البحر، فإن الوصول إليها كان عن طريق مداق وعرة وضيقة. وحتى اليوم يمكن أن تسهو بسهولة عن اللافتة الموضوعة على الطريق التي تشير إلى وادي إيم ديل المنحدر والمغطى بالأشجار الكثيفة، وهي تقع على الطريق الخارج من ستوني ميدلتون، القرية القريبة التي قدمت مثل هذا الدعم الباسل لأهل إيم عندما كانوا يجلبون لهم الطعام ويضعونه على حجر الطاعون إبان أشهر الأزمة. وتقع أقرب بلدات منها وهي ماتلوك وتشيسترفيلد وباكستون وشيفيلد على بعد نحو 12 ميلا (19 كيلومترا) وتقع مدينة السوق المحلية بيكويل على بعد 7 أميال (11 كيلومترا) جنوبا.
بنيت معظم الأكواخ من الحجارة، وسقفت بالبلاط الحجري، وفي الغالب كانت أرضياتها مصنوعة من الحجارة. لا تزال إيم قرية نشطة، ومع أنها تجذب عددا هائلا من السائحين سنويا فهي ليست خلابة المناظر ولا تحتوي على متاحف. (3) الخياط المتجول
Неизвестная страница