Возвращение чёрной смерти: самый опасный убийца всех времён
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Жанры
في أوروبا اليوم لا يوجد سوى نوعين من الفئران: الفأر البني والفأر الأسود. الفأر البني حيوان قوي، وهو الفأر الذي نراه عموما اليوم. والأهم من وجهة نظرنا أن هذا النوع من الفئران نشأ في روسيا في مطلع القرن الثامن عشر، ولم يصل إلى بريطانيا إلا بعد نحو 400 عام على الموت الأسود، وبعد 60 عاما من آخر طاعون؛ لذلك فمن المستحيل أن يكون لهذا النوع علاقة بانتشار الطاعون، بل ربما من المستبعد أن يكون له أي دور محتمل في قصتنا.
من ناحية أخرى، ينحدر الفأر الأسود من حيوان نشأ غالبا في الهند واستوطن في المنطقة الاستوائية في كل من البلدات والمناطق الريفية. ومع أن التاريخ الدقيق غير مؤكد، فيعتقد أنه وصل إلى إنجلترا في وقت ما في العصور الوسطى.
إذا وصل هذا النوع من القوارض إلى أحد الموانئ في المنطقة الاستوائية حيث لا يوجد منافسون، فإنه ينتشر سريعا. إلا أنه عند خطوط الاعتدال يقتصر وجوده على المباني لأنه في معظم أوقات السنة تكون درجة الحرارة بالخارج شديدة الانخفاض إلى حد لا يناسبه. وعلى عكس الفأر البني، يتمتع الفأر الأسود بقدرة عالية على التسلق، ويمكنه بسهولة الوصول إلى السفن التي كانت تحمله لأنحاء كثيرة من العالم، وهو يعيش في أسقف المنازل، لكن نادرا ما يسكن الجحور أو الخنادق في الأرض.
في العصور الوسطى، ربما استطاع الفأر الأسود أن يحيا في مناطق جنوب فرنسا وإسبانيا وإيطاليا الأكثر دفئا، ولربما تواجد في موانئ الحبوب بشمال فرنسا وجنوب بريطانيا، وإن كان بأعداد صغيرة فقط. ومن المحتمل أن تكون الفئران السوداء في بلدة من البلدات قد اختفت بعد بضع سنوات دون معاودة الوصول إلى هناك.
الموطن الأصلي لهذا النوع من القوارض اليوم هو منطقة البحر المتوسط، ويوجد في بعض الأحيان في إنجلترا في الموانئ، لكن لا ينتشر عادة لأكثر من بضعة كيلومترات برا. اعتمدت جماعات الفئران في بقائها في إنجلترا في القرن العشرين على استكمال التعبئة المتكرر عن طريق الاستيراد في شحنات، لكن مع توقف حركة التجارة بالقنال الإنجليزي وإحلال الحاويات محكمة الإغلاق محل الشحنات السائبة، بدأ الحيوان يختفي حتى من الموانئ لدرجة أنه بات من الثدييات النادرة في بريطانيا الآن. ولا تزال جماعات صغيرة موجودة في جزر لوندي بقناة بريستول وجزر شاينت في جزر هيبرايدز الخارجية.
كان الفأر الأسود النوع الوحيد من القوارض الموجود الذي كان بمقدوره حمل الطاعون الدبلي في أوروبا في العصور الوسطى، إلا أنه يحتاج الدفء المنبعث من المساكن البشرية ولا ينتشر بعيدا عنها. حتى عندما يظهر الطاعون الدبلي في الإنسان في البلدان الدافئة، فإن المناخ يتحكم في انتشاره. من المستحيل أن يكون الفأر الأسود قد استطاع نقل الطاعون الدبلي بسرعة وعلى نطاق واسع في الشتاء. (4) ريف إنجلترا خال من الفئران
واصل الدكتور تويج دراسته الدقيقة للفأر الأسود في إنجلترا إبان عصر الطواعين وقد جمع أدلة في غاية الأهمية لم تنشر من قبل تفيد بأنه لم ينتشر في المناطق الريفية. ونحن نكن له الامتنان لأنه أخبرنا بمثالين على هذه الأدلة: لم يتغير مطلقا تصميم أبراج الحمام في إنجلترا حتى عشرينيات القرن الثامن عشر، أي بعد اختفاء الطاعون بخمسين عاما؛ إذ لم يكن الحمام عرضة لافتراس الفئران. على أنه لدى وصول الفأر البني وانتشاره في الريف، سرعان ما اكتشف كيف يخرب الأعشاش ملتهما كلا من الطيور وبيوضها، واضطر الناس إلى إعادة تصميم أبراج الحمام بحيث تكون مضادة للفئران.
لم يعان الفلاحون أيضا من مشكلات الخسائر في الحبوب المخزنة حتى ظهور الفئران البنية. وبنيت مخازن الذرة المصنوعة من القش على الأرض، فبعد عام 1730 تعين لأول مرة تخزين الحبوب في بنايات صممت خاصة على شكل عش الغراب مضادة للفئران أطلق عليها قواعد القش التي كان محفورا عليها تاريخ إنشائها. يمكن تمييز انتشار الفأر البني بالتواريخ المحفورة على هذه القواعد الحجرية.
إن هذه أجزاء من دراسة أكاديمية رائعة تؤكد على استحالة نقل الفئران السوداء للطاعون الدبلي في أنحاء ريف إنجلترا إبان الثلاثة القرون التي ثار فيها الطاعون النزفي بحرية. (5) الطواعين في أيسلندا
رأينا أن الطاعون الدبلي انتقل عبر البحر إلى أيسلندا وأنه كان هناك وباءان حادان وحقيقيان في القرن الخامس عشر. ومع ذلك من المعروف يقينا أنه لم توجد فئران في الجزيرة إبان القرون الثلاثة من الطواعين. فلم تظهر الفئران إلا بعد مئات السنين.
Неизвестная страница