Возвращение чёрной смерти: самый опасный убийца всех времён
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Жанры
من نموذجنا الحاسوبي الذي أشرنا إليه قبلا خمنا أنه ربما كانت فترة حضانة المرض طويلة. لكن هل يتطابق هذا مع الأحداث الفعلية في بنريث؟ بعد إدخال التعديلات على النموذج الحاسوبي، وصلت فترة الحضانة إلى 32 يوما وفق حساباتنا، وعليه كافتراض عملي، بدأنا ب 32 + 5 أيام أي ما يساوي 37 يوما، للفترة من بدء الإصابة حتى الوفاة.
لحساب تسلسل الإصابات يتطلب الأمر بعض العمل المفصل والدقيق ونحتاج إلى ترتيب معلوماتنا في شكل جدول خاص. بمقدور أي شخص تجربة الأمر بنفسه إذا حصل على نسخة من أحد السجلات الكثيرة المطبوعة الرائعة للأبرشية التي تحصر الوفيات إبان إحدى هجمات الطاعون، يمكن أن تتوافر هذه النسخ في الكثير من مكتبات المراجع المحلية. إليك الكيفية التي تبدأ بها في التعامل معه:
إن بداية نوبة الطاعون لها أهمية كبرى في هذا العمل؛ فالأحداث تتطور بالتدريج في هذه المرحلة والتحليل أمر ممكن، والوفيات العديدة في أي يوم من الأيام والفوضى العارمة في ذروة الوباء؛ كل هذا يجعل من الصعب جدا - ما لم يكن مستحيلا - فرز مسارات العدوى الكثيرة.
بادئ ذي بدء رتبنا الضحايا في عائلات، الذين كانوا مصنفين حينها على نحو متسلسل على حسب ترتيب إصابتهم بالطاعون. تظهر الأشهر القلائل الأولى للوباء، بدءا من السادس عشر من أغسطس 1597 في المخطط اللآتي:
بداية الطاعون في بنريث في خريف عام 1597. ينقسم الخط الموجود أمام كل ضحية إلى فترتي كمون وعدوى، ويشار إلى الموت بالنقاط الكبيرة. نقل أندرو هوجسون، الغريب الذي كان مقيما عند جون ريلتون، العدوى إلى ثلاثة أفراد فحسب من العائلة قبيل موته. ولا بد أن العدوى انتقلت إلى مابيل من أحد أبنائها.
لقي الضحية الأولى، أندرو هوجسون الغريب، حتفه في الثاني والعشرين من سبتمبر، ويمكن تمييز يوم وفاته في المخطط البياني بنقطة. ولأننا نعتقد أنه أصيب قبل ذلك ب 37 يوما، فيمكن رسم خط يمتد إلى الوراء إلى السادس عشر من أغسطس أمام اسمه، إشارة إلى الفترة من بدء الإصابة إلى الوفاة.
وصل هوجسون في الفترة ما بين الثالث والعشرين من أغسطس والسادس من سبتمبر عام 1597، وأقام لدى جون ريلتون، صانع أدوات المائدة الذي كان يقطن في كوخ سقفه مصنوع من الحجارة ومطلي بدهان أبيض. كان هذا الكوخ واقعا في نيذر إند الذي كان جزءا من الطريق الشمالي الغربي الكبير الذي كان يقطع مركز المدينة. نقل هوجسون العدوى إلى ثلاثة أفراد فقط من العائلة عندما كانوا محتجزين جميعا بداخل المنزل، غير أنه لم يمرر المرض إلى أي شخص آخر؛ فعلى ما يبدو أنه لم يقض وقتا طويلا في الحانة، ولم يتنقل كثيرا في أنحاء البلدة.
عائلة جون ريلتون هي العائلة المدرجة بعده في المخطط. يشار إلى يوم وفاة الابنة إليزابيث (22 عاما)، والابن جون (20 عاما) وجون ريلتون نفسه بنقط، مع امتداد كل خط 37 يوما إلى الوراء للإشارة إلى الوقت الذي أصيبوا فيه. يتضح من المخطط أن هوجسون نقل المرض إلى كل منهم قبل موته إبان الفترة التي كان معديا خلالها. تشير السجلات إلى أن مابيل، زوجة جون ريلتون، لقيت حتفها في الرابع من نوفمبر، لكن يمكن أن يظهر من المخطط أنها أصيبت بالعدوى بعد موت هوجسون. إذن لا بد أن المرض قد انتقل إليها من خلال أحد أفراد عائلتها، على الأرجح من ابنتها إليزابيث. وعليه، فالرجل الذي جلب الطاعون مباشرة إلى بنريث نقل العدوى إلى ثلاثة أشخاص فحسب هناك.
انتقل المرض بعدها إلى عائلة أنطوني ريلتون، شقيق جون. نقل إليزابيث وجون ريلتون الطاعون أولا إلى أبناء عمومتهما، أنطوني (14 عاما) وإليزابيث (22 عاما)، حيث نقلا العدوى إليهما داخل المنزل عندما كانا في زيارتهم.
تخطى الطاعون حاجزه الأول؛ حيث قفز إلى عائلة أخرى. فاستمرار العدوى داخل العائلة كان أمرا سهلا نسبيا، لكن إذا لم يقدر للمرض أن يندثر تماما، فحتما انتقل إلى عائلة أخرى. كان الطاعون قد أتم المهمة بنجاح الآن.
Неизвестная страница