وهناك طائفة «المستبقرين» وهم الذين يملؤون أجوافهم حشيشا، ثم يقفون على منعطفات الشوارع، والأزقة مبطنين الهواء بخوار ألطفه أغلظ من خوار الجاموس.
وهناك طائفة «المستبومين» وهم الذين يصرفون الساعات بين مقابر الحياة، وأجداثها، محولين سكينة الدجى إلى عويل أفراحه أحزن من نعيب البوم.
وهناك طائفة «المستنشرين» وهم الذين لا يرون من الحياة إلا أخشابها، فيصرفون الأيام بتجزئتها، وتفصيلها محدثين بذلك خشخشة أعذبها أضنك مما تحدثه المناشير.
وهناك طائفة «المستبطلين» وهم الذين يقرعون نفوسهم بمطارق ضخمة، فيخرج من أفواهم الفاغرة فرقعة ألطفها أغلط من قرقعة الطبول.
وهناك طائفة «المستعلكين» وهم الذين لا شغل لهم ولا عمل، فيجلسون حيثما يجدون مقعدا ويمضغون الكلام، ولكنهم لا يلفظونه.
وهناك طائفة «المستهزين» وهم الذين يستغيبون الناس، ويستغيبون بعضهم بعضا ويستغيبون نفوسهم على غير معرفة من نفوسهم، ولكنهم يدعون الاستغابة باسم المجون، والمجون ضرب من الجد، ولكنهم لا يعلمون.
وهناك طائفة «الأنوال» التي تحرك الهواء بالهواء، ولكنها تظل هي بدون قمصان ولا سراويل.
وهناك طائفة «الزرازير» التي قال عنها الشاعر:
لما حام حائمها توهمت
أنها صارت شواهينا
Неизвестная страница