============================================================
ولا عطاء، ويحجبه الحق عن الخلق، فإذا ارتقى إلى ذروة التوحيد يشكر الخلق بعد شكر الحق، ويثبت لهم وجوذا فى المتع والعطاء بعد أن يرى المسيب أولا ولذلك لسعة علمه وقوة معرفته، يثبت الوصائط فلا يحجبه الخلق عن الحق كعامة المسلمين، ولا بحجيه الحق عن الخلق كأرباب الإرادة والبتدئين، فيكون شكره للحق لأنه المنعم والمعطى والمسبب، ويشكر الخلق لأنهم واسطة وسبب، قال رسول الله . "أول ما يدعى إلى الجتة الحمادون الذين يحمدون الله تعالى فى السراء والضراء، وقال عليه الصلاة والسلام: "من عطس أو تجشأ فقال الحمد لله على كل حال رفع الله تعالى بها عنه سبعين داء أهونها الجذام"(1).
وروى جابر، رضى الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله : دما من عبد ينعم عليه بنعمة فيحمد الله تعالى إلا كان الحمد أفضل منها"(2 فقوله عليه الصلاة والسلام: "ركان الحمد أفضل منها،(2) يحتمل: أن يرضى الحق بها شكرا، ويحتمل: أن الحمد أفضل منها تعمة، فتكون نعمة الحمد أفضل من التعمة التى جمد عليها، فإذا شكروا المنعم الأول يشكرون الواسطة المنعم من الناس ويدعون له..
روى أنس، رضى الله تعالى عنه قال: كان رسول الله إذا أفطر عند قوم قال: "(أقطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار، ونزلت عليكم السكينة))(4).
أخبرتا أبو زرعة، عن أبيه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البزار، وقال: أخبرنا أبو حفص عمر بن إيراهيم، قال: حدثثا عبد الله بن محمد البغوى، قال: أخبرنا عمرو ين زرارة. قال: حدثنا عيينة بن يونس، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : ((من قال لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ فى الثناء))(5).
ومن أخلاق الصوفية : بذل الجاه للإخوان والمسلمين كافة، فإذا كان الرجل وافر العلنم بصيرا بعيوب النفس وآفاتها وشهواتها فليتوصل الى قضاء حوائج المسلمين ببذل الجاه والمعاونة فى إصلاح ذات البين وفى هذا المعنى يحتاج إلى مزيد علم؛ لأنها أمور تتعلق بالخلق ومخالطتهم ومعاشرتهم، ولا يصلح ذلك إلا لصوفى تام الحال، عالم ربائى.
(1) متفق عليه.
(2) متفق عليه.
(3) متفق عليه.
(4) متفق عليه.
(5) متفق عليه.
Страница 95