============================================================
ويلتقم الشيطان قلبه فلا بيزال يتفخ قيه، وينفث، ويوسوس إليه، ويزين، حتى يتصرف من صلاته، ولا يعقل ما كان فيها.
وفى الخبر: (لولا أن الشياطين يحومون علسى قلسوب بنى آدم لنظروا إلى ملكوت الساء) والقلوب الصافية التى كمل آدابها لكمال أدب قوالبها تصير سماوية تدخل بالتكبير فى السماء كما تدخل فى الصلاة، والله تعالى، حرس السماء من تصرف الشياطين ؛ فالقلب السماوى لا سبيل إلى الشيطان إليه فتبقى هواجس نفسائية، عند ذلك لا تنقطع بالتحصن بالسماء كانقطاع تصرف الشيطان والقلوب المرادة بالقرب، تدرج بالتقريب، وتعرج فى طبقات السموات ، وفى كل طبقة من أطباق السماء يتخلف شىء من ظلمة النفس ، ويقدر ذلك يقل الهاجس إلى آن يتجاوز السموات ويقف أمام العرش، فعند ذلك يذهب بالكلية هاجس النفس بساطع نور العرش، وتندرج ظلمات الثفس في نور القلب اندراج الليل فى النهار، وتتأدى حينئذ حقوق الآداب على وجه الصواب .
وما ذكرنا من أدب الصلاة يسير من كثير، وشأن الصلاة أكير من وصفتا وأكمل من ذكرنا وقد غلط أقوام وظنوا أن المقصود من الصلاة ذكر الله تعالى وإذا حصل الذكر فأى حاجة الى الصلاة؟
وسلكوا طرقا من الضلال، وركتوا إلى أباطيل الخيال، ومحوا الرسوم والأحكام، ورفضوا الحلال والحرام وقوم آخرون سلكوا فى ذلك طريقا أدتهم إلى تقصان الحال حيث سلموا من الضلال ، لأنهم اعترفوا بالفرائض وأتكروا فضل النوافل، واغتروا ييسير روح الحال واهملوا فضل الأعمال، ولم يعلموا أن الله فى كل هيئة من الهيئات وكل حركة من الحركات أسرارا وحكما لا توجد فى شىء من الأذكار، فالأحوال والأعمال روح وجسمان، وما دام العبد فى دار الدنيا إعراضه عن الأعمال عبدا للطغيان، فالأعمال تزكو بالأحوال والأحوال تنمو بالأعمال.
Страница 139