73

اليهود، وبدأ ببناء الهيكل بناء جديدا واسعا مزينا وتوفي سنة 4 ق. م وقد ذكره انجيل متى ص 2. كما ذكرت الاناجيل إبنه هيرودس الثاني الذي حكم من سنة 4 ق. م إلى سنة 39 م. والذي ولد في زمانه المسيح عليه السلام، والذي قتل يحيا بن زكريا عليهما السلام، وأهدى رأسه على طبق من ذهب إلى سالومة إحدى بغايا بني اسرائيل - انجيل مرقس 6: 16 - 28. وتذكر الاناجيل والمؤرخون الاضطرابات التي وقعت في القدس وفلسطين على عهد نيرون 54 م - 68 م والتي كانت بين اليهود والرومان، وبين اليهود أنفسهم، فقام القيصر فسبسيان بتعيين ابنه تيطس سنة 70 م ملكا على المنطقة، وقام تيطس بحملة على القدس فتحصن فيها اليهود حتى نفدت مؤنهم وضعفوا، واخترق تيطس السور واحتل المدينة وقتل الالوف من اليهود، ودمر بيوتهم ودمر الهيكل وأحرقه وأزاله من الوجود تماما، بحيث لم يعد يهتدي الناس إلى موضعه، وساق الاحياء الباقين إلى روما. ويذكر المسعودي في كتابه التنبيه والاشراف ص 110 أن عدد القتلى في هذه الحملة بلغ من اليهود والمسيحيين ثلاثة الاف ألف، أي ثلاثة ملايين. والظاهر أن فيه مبالغة. وقد اشتدت قبضة الرومان على اليهود بعد هذه الحوادث، ثم بلغت ذروتها عندما تبنى قسطنطين ومن بعده من القياصرة الديانة المسيحية فنكلوا باليهود، ولهذا استبشر اليهود بغزو كسرى أبرويز لبلاد الشام وفلسطين وانتصاره على الروم سنة 620 م في عهد النبي صلى الله عليه وآله، وفرح بذلك إخوانهم يهود الحجاز واستفتحوا على المسلمين، فنزل قوله تعالى " أ. ل. م. غلبت الروم. في أدنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون. في بضع سنين. لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون. بنصر الله ينصر من يشاء وهو

--- [ 84 ]

Страница 83