المسلمين أن القوم الذين وعد الله تعالى أن يبعثهم عليهم في المرتين أمة واحدة، وأن الصفات التي ذكرت لهم، وصفات حربهم لليهود لا تنطبق الا على المسلمين. فملوك المصريين والبابليين واليونان والفرس والروم وغيرهم ممن تسلط على اليهود لا يوصفون بأنهم " عبادا لنا " ولاحدث أن غلبهم اليهود بعد العقوبة الاولى، كما ذكرت الايات الشريفة. بينما غلبنا اليهود بعد عقوبتنا لهم في صدر الاسلام، وأمدهم الله سبحانه بأموال وبنين وجعلهم أكثر منا أنصار في العالم، ونفيرا علينا بمساعدة الدول الكبرى. وهاهم يفسدون في الارض ويستعلون علينا وعلى الشعوب. وهاهم مجاهدونا بدؤوا يوجهون إليهم ضربات تسئ وجوههم. ومما يدل على ذلك أيضا أن مراجعة تاريخهم من بعد موسى عليه السلام تدل على أنهم قد تحقق منهم الافساد في تاريخهم وحاضرهم، ولكن علوهم الموعود لم يتحقق على أي شعيب إلا في عصرنا الحاضر، فهو العلو الوحيد الموعود الذي تأتي على أثره العقوبة الموعودة بتتبيرهم. وهو أمر واضح لكل ناظر في خلاصة تاريخهم التي سنذكرها. الوعد الالهي بالتسليط الدائم عليهم قال الله عزوجل " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب. إن ربك لسريع العقاب، وإنه لغفور رحيم. وقطعناهم في الارض أمما. منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك. وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " الاعراف - 167 - 168. معنى هاتين الايتين الشريفتين: أنه تعالى أعلن وقضى بأنه سيسلط على اليهود من يعاقبهم ويعذبهم إلى يوم القيامة، فهو سريع العقوبة وهو الغفور الرحيم. وأن من عقوبته تعالى لهم أن شتتهم في
--- [ 65 ]
Страница 64