ونصرته. وفي ذلك دلالة على المقام العظيم للامام المهدي ومن يكون معه، بحيث يحرص على ذلك الامام الباقر، وهو تواضع عظيم أيضا منه لولده المهدي الموعود، عليهما السلام. وفيه دلالة أيضا على أن مدة حركة الايرانيين إلى ظهور المهدي عليه السلام لا تزيد عن عمر انسان، لان ظاهر كلام الباقر عليه السلام أنه لو أدرك حركتهم لابقي نفسه لنصرة المهدي بالاسباب الطبيعية، وليس بالاسباب الاعجازية. وهي دلالة مهمة على دخولنا في عصر الظهور واتصال حركتهم به وقربها منه. أما تفسير القاعدين لهذه العبارة الشريفة بأنها دعوة إلى الحفاظ على النفس وعدم التعرض للشهادة وعدم مشاركة الايرانيين في حركتهم وحروبهم. فهو تفسير خاطئ لان الامام الباقر عليه السلام يخبر فيها عن نفسه، ويبين فيها قرب ظهور المهدي عليه السلام من حركتهم، وحبه العظيم أن يكون من أنصار. فكيف يكون قصده أن يدعو الناس إلى القعود عن نصرة هؤلاء الذين يبشر بحركتهم ويمدحهم بأن قتلاهم شهداء. خاصة بملاحظة النص على وجوب نصرتهم على كل مسلم في صيغ متعددة من الحديث الشريف. بل ومع الشك في مقصوده عليه السلام، ومجرد احتمال أن يكون مقصوده نفسه وليس الاخرين، يسقط تفسير القاعدين، لان احتمال اختصاص الامر بشخصه، يسقط امكانية التمسك به في حق غيره. ومن طريف ما سمعته من التعليق على حديث رايات المشرق وقوله صلى الله عليه وآله " فليأتهم ولو حبوا على الثلج " أن أحد كبار علماء تونس وهو عالم جليل متقدم في السن لا نريد الاضرار به بذكر اسمه حفظه الله، زار ايران في فصل الشتاء والثلج، وبينما كان خارجا من الفندق زلقت قدمه فوقع
--- [ 227 ]
Страница 226