Золотой век сирийцев: научно-историческое и археологическое исследование
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Жанры
واشتملت تلك المكتبة على مجلدات شتى من مخطوطات الصلوات القانونية، ورتب الأسرار والاحتفالات البيعية، وأقدم مخطوطاتها السريانية إنجيل سرياني وكرشوني نسخ سنة 1547، وكتاب أعمال الرسل ورسائل مار بولس سنة 1555، وإنجيل ثان تاريخه سنة 1672، وقوانين يعقوب بن الصليبي مطران آمد يرتقي إلى السنة 1620.
6
وقد أضيف إلى تلك المكتبة بعد المطران جرمانوس مجلدات شتى أغلبها في اللسان العربي ليس من شأننا البحث عنها. (8) مكتبة البطريرك أغناطيوس أفرام برصوم في حمص
للبطريرك العلامة مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم همة عجيبة غريبة لا يأخذها كلال في الدراسة والكتابة والتأليف ليلا ونهارا، فقد كلف منذ حداثته بالبحث عن الآثار السريانية القديمة، وساعدته الحظوظ فتعهد أغلب مكتبات الشرق والغرب، واطلع على ما في خزائنها الكتابية الثمينة، فجال في بلاد آثور، وطور عبدين، وما بين النهرين، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، ومصر، وتعهد مكتبات الفاتيكان، وفرنسا، وإنكلترا، وألمانيا، وهولندا، وأميركا وغيرها من المكتبات العامرة، فنسخ أو استنسخ ما رآه ذا فائدة كبرى لدرسه ونشره.
وقد جمع هذا الحبر الأنطاكي الهمام من المخطوطات السريانية عددا ليس باليسير، أشار إلى بعضها في هوامش دقيقة علقها على كتابه النفيس «اللؤلؤ المنثور في العلوم والآداب السريانية»، ويستفاد من تلك الهوامش أنه أفرغ جهودا عظيمة، وأنفق أموالا وافرة، وقام بأسفار شاقة حتى توصل إلى جمع ما لم يجمعه أحد غيره في يومنا من الكنوز الكتابية السريانية التي يتصل بعضها بالعصر الذهبي، وقد نظمها تنظيما فنيا، وزين بها خزائن كرسيه البطريركي في حمص، فأحرز بذلك ذكرا مستطابا يدونه التاريخ لغبطته على ممر الأجيال، أطال الله عمره مفخرة للعلم وعمادا للوطن والملة.
هوامش
الفصل الثاني والعشرون
الغسانيون والسريان في عصرهم الذهبي
(1) علاقات الغسانيين بالسريان
لا نرى أن نختتم بحثنا عن عصر السريان الذهبي دون أن نلمع إلى العلاقات الوثيقة التي كانت تربط شعوب بني غسان وأمراءهم وملوكهم بالأمة السريانية، ولم تقتصر تلك العلاقات على الشئون الوطنية، بل شملتهم في العقائد الدينية حتى عهد المجمع الخلقيدوني عام 451 للميلاد. وفي جداول أساقفة المجامع المسكونية الأربعة الأولى، أعني النيقاوي والقسطنطيني، والأفسوسي، والخلقيدوني، ورد ذكر فئة من أساقفة غسان قرروا ما قرره جمهور الأساقفة في تلك المجامع من العقائد الدينية، وبعد ذلك التاريخ انتمى الغسانيون قاطبة إلى السريان القائلين بالطبيعة الواحدة في السيد المسيح، وتشبثوا بها التشبث كله فدافعوا عنها سرا وجهرا، وقولا وعملا.
Неизвестная страница