Золотой век сирийцев: научно-историческое и археологическое исследование
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Жанры
6
ولما سمع طيمثاوس جاثليق النساطرة (†823م) بأمرها، كتب إلى رئيس الدير
7
في استنساخها، ثم استعان الجاثليق بجبرائيل بن بختيشوع (†828) - كاتب ديوان الخليفة عبد الله المأمون وطبيبه - في استحضار هذه النسخة إلى بغداد واستكتابها، وكانت هكسبلة دير مار متى المشار إليها مكتوبة على رقوق بخط نصيبيني بديع، وما كاد يظفر بها الجاثليق حتى استدعى ستة نساخ ماهرين وكاتبين من جهابذة بغداد يمليان عليهم، فنسخوها كلها بالشكل الكامل، ونقل الجاثليق عينه ثلاث نسخ عنها بخط يده.
8
وتتابعت غوائل الأكراد على دير مار متى عام 1171، و1261، و1282، و1319، و1361، فقتلوا عددا عظيما من رهبانه، ونهبوا ذخائره وأمتعته ومصاحفه الخطية، فأمست أثرا بعد عين.
9 (5-2) مكتبة دير قرتمين
أسس هذا الدير الفخم مار جبرائيل القسطني في السنة 397 ميلادية، وكان طلاب العلم والصلاح يتقاطرون إليه من شتى الأطراف، وبتوالي الأزمنة حشد فيه رهبانه البالغ عددهم مائة وخمسين راهبا مكتبة ثمينة عظيمة أصبحت آية بغرائبها وعجائبها، وأضاف إليها المطران شمعون الزيتوني (†734م) مائة وثمانين مجلدا، ثم نسج على منواله داود ابن أخته ويوحنا مطران الدير (998-1034م) الذي جدد الكتابة السطرنجيلية بعدما أهملت نحو مائة سنة، ثم الراهب عمنوئيل ابن أخي المطران يوحنا، فقد كتب بخط يده على رق الغزال سبعين مجلدا من ترجمة الكتاب المقدس البسيطة والسبعينية والحرقلية، ومن فناقيث الصلوات القانونية والميامر وغير ذلك من «المخطوطات التي لا مثيل لها في الدنيا».
10
وفي السنة 1169 أضاف جبرائيل بن بطريق، واليشع أخوه، وموسى الكفرسلطي مائتين وسبعين مجلدا إلى ثورة ذلك الدير الكتابية، وممن ساعد أولئك النساخ على تعزيز تلك الثروة سكان قرية قرتمين الذين كانوا يهيئون الجلود أو رقوق الغزال لنسخ المخطوطات. وقد حلت بهذه المكتبة العامرة نوائب شتى عام 580م و1075، ولا سيما عام 1089، فإن الفرس نهبوها وأحرقوا الدير، ومكثوا أربعة وعشرين يوما يعيثون فيه، وتركوه قاعا صفصفا.
Неизвестная страница