Золотой век сирийцев: научно-историческое и археологическое исследование
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Жанры
2
وهو أول فرمان أعطي لبطريرك سرياني من خليفة المسلمين.
وإذا انتقلنا إلى عهد الخلفاء العباسيين اتضحت لنا مكانة أئمة السريان وعلاقات علمائهم بكل من أولئك الخلفاء؛ فقد تفجرت ينابيع المعارف على يدهم، وسالت الصحف بأقلام مترجميهم ومصنفيهم وأطبائهم في طول البلاد وعرضها، وأغنوا العالم بنفائس الأسفار التي استخرجوها إلى العربية عن اللغات السريانية، واليونانية، والفارسية، والعبرية، والهندية؛ فبلغت دولة العلم أيام عز الخلافة العباسية شأوا بعيدا، قلما ذكر الكتاب مثله في العصور الخوالي.
وهذه كتب التاريخ طافحة بأخبار أولئك الجهابذة كالبطريرك ديونيسيوس التلمحري، وأخيه تاودوسيوس في عهد الخليفة المأمون (813-833م)، ومنهم العلامة حبيب أبو رائطة التكريتي في القرن التاسع، وروفيل وبنيامين الطبيبان اللذان قرأ عليهما مار ماري علم الطب،
3
والفيلسوف الكبير يحيى بن عدي (†974م) في عهد المطيع لله (946-974م)، وعيسى بن زرعة (943-1008م) في عهد القادر بالله (991-1031م)، والشيخ يحيى بن جرير التكريتي ، وأخوه أبو سعد الفضل التكريتي وغيرهم.
وفي السنة 1223 قتل الطبيب الكبير أمين الدولة أبو الكرم صاعد بن توما البغدادي اليعقوبي، كان ممتازا بسيرته وعلمه فأعزه الخليفة الناصر (1180-1225م) كل الإعزاز، وقربه وأمنه على جميع أسرار دولته، وعلى أبنائه وبناته ونسائه. واتفق أن الخليفة المذكور ضعف بصره، فكلف امرأة يقال لها: «ست نسيم» أن تنهض بكل ما يكتبه هو، وأطلعها على جميع أسرار الدولة، وكان إذا وصل خطها إلى الوزير الكبير اعتقد أنه هو خط الخليفة نفسه؛ فيقوم بإنجاز كل ما فيه من أوامر ونواه.
وبعد مدة من الزمان اتفق تاج الدين رشيق الخصي مع «ست نسيم»، فجعلا يكتبان ما يخطر لهما كأنه من فم الخليفة ويعرضانه على الوزير فيكمله، وما عتم أن اطلع الوزير على تلاعب «ست نسيم» والخصي؛ ذلك أنه استدعى أمين الدولة ابن توما المشار إليه وقرره، فصرح له بأن الخليفة ضعيف البصر، وأن امرأة تكتب له ما شاء من الأوامر، ولما شعرت نسيم بافتضاح أمرها بلغت ابني قمر الدين فكمنا للطبيب أمين الدولة ووثبا به وهو خارج من دار الخليفة وضرباه سكينتين، فصاح بهما الطبيب صيحة عظيمة، فاستأنفا وطعناه طعنة نجلاء وفتكا به وبحامل فانوسه، ثم شيع الطبيب إلى بيته ودفن فيه، وبعد تسعة أشهر نقل جثمانه إلى بيعة مار توما ولحد في ضريح آبائه، وخلف ثلاثة أبناء، وهم: شمس الدولة، وفخر الدولة، وتاج الدولة، امتازوا كأبيهم وارتقوا إلى أسمى المراتب.
4
وممن اشتهر بين السريان كذلك حسنون الطبيب الرهاوي، وجبرائيل الطبيب الرهاوي مصنف الكتب الفلسفية والطبية نحو السنة 1263 في اللغة السريانية، وشمعون الطبيب المشهور مجدد دير مار قرياقس، وأمين الدولة أبو الكرم صاعد بن توما البغدادي (†1223م)، والطبيب عيسى تلميذ حسنون المذكور الذي ابتنى في سيس كنيسة فخمة على اسم برصوما، والربان دانيال بن الحطاب المارديني
Неизвестная страница