قالت: «أظنني سمعت صوته مرة وقد جاء معك. أين هو الآن؟»
قال: «غائب، وستبقى ياقوتة هنا حتى يعود. هل يسرك ذلك؟»
قالت: «يسرني كثيرا؛ لأنها تكون تسليتي إذا خرجت أنت في مهمة. ولقد شعرت من هذه اللحظة كأني أعرفها منذ أعوام، أهلا وسهلا بك يا حبيبتي.» •••
وأمرت مسعودة فأخذتها لتبدل ثيابها وتصلح من شأنها ثم جيء لهم بالطعام، فقال ضرغام لأمه: «ألم يأت وردان؟»
قالت: «جاء منذ بضعة أيام وسألني عنك فلم أقدر أن أخبره عن مكانك.»
قال: «هل أخبرك بشيء عن الأفشين؟»
قالت: «أخبرني أنه جاء وعسكر خارج سامرا على أن ينتقل بعد بضعة أيام إلينا، وأظن أن وردان قد عاد إليه أو لعله يريد الذهاب إليه غدا أو بعد غد.»
ولم يطيلوا السهرة التماسا للراحة. وأصبح ضرغام في اليوم التالي وقد عادت إليه هواجسه وأصبح شديد الاهتمام بلقاء وردان ليسأله عما سمعه من أصحاب الأفشين عن جهان.
وفي أصيل ذلك اليوم جاءه رسول الخليفة يطلب حضوره، فلبس سواده وقلنسوته وذهب إليه في دار العامة، فاستأذن ودخل فوجد القاضي أحمد فسلم ووقف فاستدناه إليه وأمره بالجلوس فجلس. فقال له الخليفة وهو يبش في وجهه: «متى عدت من السفر؟»
قال: «أتيت مساء البارحة يا مولاي، وكنت عازما على المثول بين يدي أمير المؤمنين قبل أن يأتيني رسوله.»
Неизвестная страница