فابتسم الأفشين وقال: «إن الصاحب عزيز علي وهو لا يجهل ذلك.» قال المعتصم: «إن بين السبايا اللائي وقعن في حوزتك فتاة يريدها منك.»
قال: «السبايا كثيرات وقد ابتعن بأثمان بخسة، وعندي منهم عشرات فإذا طلب خمسا أعطيته عشرا.»
فأدرك ضرغام تمويهه فقال: «أعني سبية معينة أنت تعرفها.»
قال: «أيهن؟» قال: «أعني جهان بنت المرزبان.»
فأظهر دهشته وقال: «وهل هي بين السبايا؟»
قال: «أظنها بينهن ومعها امرأة رومية اسمها هيلانة.»
فالتفت إلى الخليفة وقال: «إذا كانت جهان بين السبايا فإني أسأل أمير المؤمنين أن يعفيني من إعطائها.»
فقال المعتصم: «الصاحب يقول إنها خطيبته وهو صادق.»
قال: «نعم، ولكن هذه الفتاة بمنزلة ابنتي، وقد أقامني أبوها وصيا عليها، ولا أظن الصاحب ينكر ذلك.»
فنظر المعتصم إلى ضرغام فرآه قد امتقع لونه وبان الغضب في وجهه. ولما شعر ضرغام بأن الخليفة ينظر إليه أمسك نفسه عن الغضب وقال: «سمعت بالوصية ولكن خطبتنا حدثت قبل كتابها.»
Неизвестная страница