أطلت إلينورا برأسها من مدخل كهفها كي تتمكن من فهم ما يقوله البك على نحو أفضل.
تابع قائلا وهو يشبك يديه أمام فمه: «لست متأكدا ما الذي تذكرينه من أحداث أمس.»
ارتجفت شفتاها وهي تهز رأسها مؤكدة أنها تذكر ما حدث، إنها تعلم كل شيء.
قال وهو يضع يده على زاوية فراشها: «ما زالت السلطات تبحث عن ناجين، رغم أنه من المحتمل إلى حد كبير ألا يجدوا أيا منهم.»
وخلال فترة الصمت التي أعقبت ذلك، نهض البك واقفا واتجه حتى النافذة التي تمنت عندها إلينورا أمنيتها. أنعم النظر في الأنشطة الدائرة على صفحة الماء بالأسفل، ثم جذب ساعته من جيب سترته وأخذ يفتحها ويغلقها بضع مرات.
كرر وهو يهذب أطراف شاربه: «لقد حاولت أن أتصل بخالتك، ولكنني للأسف لم أتلق منها ردا.»
توقف البك كي يعطي إلينورا وقتا للرد.
ثم تابع قائلا: «بالطبع سوف ترد قريبا، وفي الوقت الحالي يمكنك البقاء هنا على الرحب والسعة.»
هزت إلينورا رأسها، وخطر لها أن عليها أن تقول شيئا، من اللائق أن تقول شيئا ما؛ ولكن فكرة الحديث والإفصاح عن أفكارها للعالم كانت أصعب من طاقتها على الاحتمال. «هل لديك أي أقارب آخرين علي أن أحاول الاتصال بهم؟»
توتر ذقنها وشعرت بالدموع تتجمع على حافة رموشها. ليس لها أحد آخر. لقد أصبحت يتيمة الآن، وحيدة في هذا العالم، ولا عائلة لديها سوى روكساندرا. أطلقت نشيجا، ثم عادت مرة أخرى إلى كهفها وأخمدت نيران بكائها في ظلامه الدافئ. وعندما استيقظت مرة أخرى، كان البك قد رحل.
Неизвестная страница