Карл Поппер: сто лет просвещения
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Жанры
Real ، رغم أنه عالم مجرد غاية في التجريد (أكثر تجريدا حتى من القوى الفيزيائية). وهو واقعي لأسباب ليس أقلها أن موضوعاته هي أدوات لتغيير العالم 1؛ أي أنه يؤثر على ما اصطلحنا على أنه «واقع».
ولا يمارس العالم 3 تأثيره على العالم 1 إلا من خلال التدخل الإنساني؛ أي تدخل صانعي العالم 3، وبخاصة من خلال فهمه وفهم موضوعاته، وهذا الفهم هو عملية عقلية تنتمي إلى العالم 2، أو إن شئت الدقة فهو عملية يتفاعل فيها العالم 2 والعالم 3.
من ذلك ينتج أن كلا العالمين 3، 2 (منتجات العقل، وعملياته) واقعي حقيقي، وإن كان الاعتراف بذلك صعبا على كل من يقدر التراث العظيم للمادية ويجله.
والآن، إذا سلمنا بالتفاعل بين العوالم الثلاثة، فربما يساعدنا فهمنا للتفاعل المتبادل بين العالم 2 و3 في فهم التفاعل المتبادل بين العالم 1 و2، ذلك التفاعل الذي يشكل جزءا من مشكلة العقل-الجسم. فقد رأينا أن صنفا من التفاعل بين العالمين 2 و3 وهو الفهم يمكن تفسيره بوصفه صنعا لأشياء العالم 3 ومقارنة بينها بالانتقاء النقدي، وأن شيئا شبيها بذلك يبدو أنه يصدق على الإدراك البصري لأشياء العالم 1. يشير ذلك إلى أننا يجب أن ننظر إلى العالم 2 بوصفه عالما نشطا فاعلا منتجا وناقدا (يصنع ويقارن ). غير أن لدينا ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن بعض العمليات النيوروفسيولوجية غير الواعية تؤدي هذا بالضبط. ولعل ذلك أن يسهل علينا أن «نفهم» أن العمليات الواعية قد تمضي في مسارات شبيهة: إنه لأمر لا يند كثيرا عن أفهامنا أن العمليات الواعية تؤدي مهام مثيلة بتلك التي تؤديها العمليات العصبية.
وجملة القول إنه لا يتسنى للعالم 2 (العمليات العقلية) أن يتصل بالعالم 3 (الأفكار والنظريات ...) إلا من خلال العالم 1 (العمليات الفسيولوجية، الكيميائية، الفيزيائية) والذي يعمل كنوع من الكمبيوتر (الدماغ، الآلة الدماغية).
وتضطلع «اللغة» بدور خطير في حسم مشكلة العقل-الجسم. تعد القدرة على تعلم اللغة جزءا من البنية الجينية للإنسان، غير أن التعلم الفعلي للغة معينة هو عملية «ثقافية»، أي عملية ينظمها العالم 3. تعلم اللغة إذن هو عملية تتداخل وتتفاعل فيها المواهب الجينية الناشئة بالانتخاب الطبيعي مع العملية الواعية للتعلم والاستكشاف، وهي عملية قائمة على التطور الثقافي. وهذا يدعم فكرة وجود تفاعل بين العالم 3 والعالم 1، ويدعم بالنظر إلى حججنا السابقة وجود العالم 2.
25
هكذا يمكننا القول بأن الطفل هو بمعنى ما صانع نفسه ونتاج إنجازه. إنه هو ذاته نتاج العالم 3 إلى حد ما. إن القدرة اللغوية التي يكتسبها تزيد من تمكنه من بيئته المادية ووعيه بها، وبنفس القدر أيضا تزيد من وعيه بذات. إن تكون الذات هو عملية كدح واكتساب وتطور. الذات ليست «معطاة»
Given
منذ البداية، بل تنشأ نشوءا وتكوينا وتدرجا ولا تأتي جملة واحدة. إنها «تنبثق» في التفاعل مع الذوات الأخرى ومع منتجات الثقافة، وبخاصة مع اكتساب اللغة. فاللغة تلعب دورا هاما في عملية النضج وتكون الذات والوعي بها. إن الحجة الديكارتية الشهيرة «أنا أفكر، إذن أنا موجود» تفترض وجود اللغة مسبقا واستخدام الضمائر.
Неизвестная страница