Невесты выразительности в истине Корана
عرائس البيان في حقائق القرآن
Жанры
تجارتهم وما كانوا مهتدين (16) مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون (17))
وقال أبو بكر بن طاهر : أشار الحق إلى إخلاص عباده المخلصين ؛ بأنهم بذلوا لمحبوبهم قلوبهم بالإيمان بالغيب ، وبذلوا له نفوسهم بالخدمة والعبودية ، بقوله سبحانه وتعالى : ( ويقيمون الصلاة )، وبذلوا له ما ملكهم ، فلم يبخلوا عليه بشيء من ذلك ، علما بأنها عوار في أيديهم ، وهو تعالى المالك لها ولهم على الحقيقة ، بقوله : ( ومما رزقناهم ينفقون ).
بأنها أسباب الوصول الحق كلا ( في قلوبهم مرض ) أي : رعونة تشغلها قبول الحق ، وتلهيها بقبول الخلق.
وأيضا أي : غفلة عن ذكر العقبي ، وهمة مشغولة بحب الدنيا ( فزادهم الله مرضا ) بتبعيدهم من قربه ، وتشغيلهم عن ذكره.
وقيل : ( في قلوبهم مرض ): بخلوها من العصمة والتوفيق والرعاية.
وقال بعضهم : بميلهم إلى نفوسهم ، وتعظيم طاعتهم عندهم ، ومن مال إلى شيء عمي عن غيبه ، فزادهم الله مرضا ؛ بأن حسن عندهم قبائحهم ، فافتخروا بها.
وقال سهل : «المرض» : الرياء والعجب وقلة الإخلاص ، وذلك مرض لا يداوى إلا بالجوع والتقطع.
وقال أيضا : «مرض» : بقلة المعرفة بنعم الله تعالى ، والقعود عن القيام بشكرها ، والغفلة عنها ، وهذا مرض القلب الذي ربما يتعدى.
( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ) أي : لا تنكروا أولياء الله ، ولا تشوشوا قلوب المريدين ، بغيبة شيوخهم عندهم ، ولا تلقوهم إلى تهلكة الفراق ، وقنطرة النفاق.
وأيضا لا تخربوا مزارع الإيمان في قلوبكم ، بالركون إلى الدنيا ولذاتها.
أما قولهم : ( إنما نحن مصلحون ): فأوقعهم الله في شر الاستدراج ، وحجبهم عن إصلاح المنهاج ، فرأوا مساوءهم المحاسن ، فاحتجبوا عن المعنى ، وخرجوا بالدعوى ، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا في ترك نصيحة العلماء ، ومصادفة الأولياء ، وهذا معنى قوله تعالى : ( ولكن لا يشعرون ).
وقيل : ( هم المفسدون ): بعصيان الناصحين لهم ، ( ولكن لا يشعرون )؛ لأنهم محجوبون عن طرق الإنابة والهداية.
( الله يستهزئ بهم ) أي : يتركهم على ما هم عليه ، ولا يهديهم إليه.
Страница 30