Невесты выразительности в истине Корана
عرائس البيان في حقائق القرآن
Жанры
فكان في ذلك تنبيها أنه عالم بما يكون قبل كونه لا يتجاوز أحد من حكمه.
وقال ابن عطاء في قوله : ( شهد الله ) (1): دلنا من نفسه على نفسه بأسماء ، وفيه بيان ربوبيته وصفاته فجعل لنا في كلامه وأسمائه شاهدا ودليلا ، وإنما فعل ذلك لأن الله وحد نفسه ولم يكن معه غيره ، وكان الشاهد عليه توحيده ولا يستحق أن يشهد عليه من حيث الحقيقة سواه ، إذ هو الشاهد فلا شاهد معه ، ثم دعا الخلق إلى شهادته فمن وافق شهادته شهادته فقد أصاب حظه من حقيقة التوحيد ، ومن حرم ضل.
وقال ابن عطاء : إن الله شهد لنفسه بالفردانية والصمدية والأبدية ، ثم خلق الخلق فشغلهم بعبادة هذه الكلمة فلا يطيقون حقيقة عبادتها ؛ لأن شهادته لنفسه حق وشهادتهم بذلك رسم وأنى يستوي الحق مع الرسم.
وقال أبو عبد الله القرشي في قوله : ( شهد الله ) فقال : هو تعليم منه ولطف وإرشاد لعباده إلى أن شهدوا له بذلك ، ولو لم يعلمهم ذلك لم يرشدهم لهلكوا كما هلك إبليس عند المعارضة.
وقال بعضهم : شهادة الله لنفسه بما شهد به شهادة صدق ، ولا يقبل الشهادة إلا من الصادقين فظهر بهذا أنه لا يصلح التوحيد إلا للصادقين دون غيرهم من الخلق.
وقال أبو يزيد رحمة الله عليه يوما لأصحابه : بقيت البارحة إلى الصباح أجهد أن أقول : لا إله إلا الله ، فما قدرت عليه.
قيل : ولم؟ قال : ذكرت كلمة قلتها في صباي جاءتني وحشة تلك الكلمة فمنعتني عن ذلك ، وأعجب ممن يذكر الله وهو متصف بشيء من صفاته.
وقال الشبلي : ما قلت قط الله إلا واستغفرت من ذلك ؛ لأن الله يقول : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم ) فمن يشهد بذلك له من الأكوان إلا عن أمر أو غفلة.
وقال ابن عطاء : أول ما خلقوا في حقائق البقاء مع الله فنوا عن كل شيء دون الله حتى
Страница 133