لقد ملكت مضلات الْأَمَانِي ... قيادك فاعتديت بهَا تقاد
ألم تسمع بِذِي أمل بعيد وآمال الْفَتى مِنْهَا بعاد
رَمَاه الْمَوْت فانقبضت إِلَيْهِ ... أمانيه بِشَيْء لَا يُرَاد
ويلقاه بإثر الْمَوْت يَوْم ... تميد لهوله السَّبع الشداد
تصم لِوَقْعِهِ الآذان صمًّا ... وينطق من زلازله الجماد
فكم سَالَتْ هُنَالك من دموع ... يغيرهن من دَمه الْفُؤَاد
وَكم شَاهَت هُنَالك من وُجُوه ... على صفحاتها طلي الْحداد
وماذا الكرب يشبه مَا عهدنا ... وأنى يشبه الْبَحْر الثماد
وَمَا الْأَسْمَاء تعطيك اتِّفَاقًا ... على معنى يتم لَك المُرَاد
وَلَكِن رُبمَا كَانَ اشْتِبَاه ... قَلِيل لَا يحس وَلَا يكَاد
يُسمى الْبَحْر ذُو الْأَهْوَال بحرا ... وبحر مثله الْفرس الْجواد
وَفِي بعض الْخطب المروية أَيهَا النَّاس إِن لكم معالم فَانْتَهوا إِلَى معالمكم وَإِن لكم نِهَايَة فَانْتَهوا إِلَى نهايتكم وَإِن الْمُؤمن بَين مخافتين بَين أجل قد مضى لَا يدْرِي مَا الله صانع فِيهِ وَأجل بَقِي لَا يدْرِي مَا الله قَاض فِيهِ فليتزود العَبْد من نَفسه لنَفسِهِ وَمن دُنْيَاهُ لآخرته وَمن الْحَيَاة قبل الْمَوْت فَإِن الدُّنْيَا خلقت لكم وخلقتم أَنْتُم للآخرة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا بعد الْمَوْت من مستعتب وَمَا بعد الدُّنْيَا دَار إِلَّا الْجنَّة أَو النَّار
وخطب عمر بن عبد الْعَزِيز ﵀ فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِنَّكُم لم تخلقوا عَبَثا وَلنْ تتركوا سدى وَإِن لكم معادا يجمعكم الله فِيهِ للفصل وللحكم فِيمَا بَيْنكُم فخاب وشقي عبد أخرجه الله من رَحمته الَّتِي وسعت كل شَيْء وجنة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض وَإِنَّمَا يكون الْأمان غَدا لمن خَافَ وَاتَّقَى وَبَاعَ قَلِيلا بِكَثِير وفانيا بباق وشقاء بسعادة
إِلَّا ترَوْنَ أَيهَا النَّاس أَنكُمْ فِي أصلاب الهالكين ويستخلف بعدكم البَاقِينَ
1 / 84