Антар ибн Шаддад
عنتر بن شداد: تاريخية أدبية غرامية حربية تلحينية تشخيصية ذات أربعة فصول
Жанры
مسعود :
اعلمي أيتها الوالدة، والشفوقة المساعدة، أن بعض رجالي والفرسان، قد وصفوا لي أحوال بني عبس وعدنان، ونوقهم وجمالهم، وخيلهم ورجالهم، وما هم فيه من الخيرات والنعم؛ فتاقت عيني للنظر إليهم، فملت في هذه المرة عليهم، فريدا وحيدا بلا خدم ولا عبيد؛ لكي لا يرتابوا، أو يخجلوا أو يهابوا. وقلت للأعوان والجنود: اذهبوا، وأنا مساء أعود. ودخلت بعدها هذا الخباء، فرأيت فيه فريدة الظباء، وشمس السماء، ومشكاة البهاء، وطلبت منها شربة من الماء؛ لأطفي من فؤادي حرارة الظماء؛ فانثنت كغصن البان، وعادت إلي بقدح ملآن، فأخذت منها القدح، وحبها في فؤادي طفح، وما ازددت في شربه غير أوام، حتى اعتراني ما أنا فيه من الغرام. فلما شعرت مني بالخبل، أخذت مني القدح بالعجل، وأخرجتني من المكان، ذليلا مهان. فوقفت برهة خارج الباب، وأنا لا أستطيع الجواب، ودخلت لأراها، فما أبصرت محياها، فدهشت من الفراق، ووقعت في الاحتراق. وإن لم أبلغ من الظبي وصاله، مت من العشق لا محالة. فساعديني يا أماه، قبلما أفقد الحياة.
أم مسعود :
أتصيبك هذه الرزية، من أجل جارية عبسية، لا قدر لها ولا قيمة، ولو كانت درة يتيمة؟ وحسبك بنات اليمن، وصنعاء وعدن، من جميع نساء العرب. فارجع عن حبها، وأنا أخطب لك سواها، وتتملا بجمال محياها.
مسعود :
ما هذا الكلام يا أماه، الذي لا أقبله ولا أرضاه؟! أظننت أني أسمع كلام، أو يرجعني ملام؟ فوحق البيت الحرام، والركن والمقام، وزمزم والحطيم، ومقام الخليل إبراهيم، لا بد لي من تلك العبسية، ولو سقيت من أجلها المنية. وإن راجعتيني مرة ثانية، أجعلها على نفسي قاضية، وأزهق روحي بهذا الحسام.
أم مسعود :
لا لا يا ولدي الهمام. فاذهب أنت، وها أنا ذاهبة إليها، وأخطبها لك يا ولدي، وعن قريب تزف عليها (يذهبان) .
المنظر الثالث (عبلة - مسيكة)
عبلة :
Неизвестная страница