51

ويقول كنديد: «وعلى ذكر ما نحن بصدده أسأل: أترى الأرض كانت بحرا في البدء، وذلك كما يوكد في هذا الكتاب الضخم

1

الذي يملكه ربان السفينة؟»

ويقول مارتن: «لا أعتقد ذلك مطلقا، كما أنني لا أعتقد جميع الأوهام التي تروج لدينا منذ زمن قصير.»

ويقول كنديد: «ولكن ما الغاية من تكوين هذا العالم إذن؟»

ويجيب مارتن: «لاستفزازنا»، ويقول كنديد - مواصلا: «ألم تدهش من ولع تينك الفتاتين، اللتين هما من الأوريون بذينك القردين، واللتين قصصت عليك نبأ مغامرتهما؟»

ويقول مارتن: «كلا، لا أجد هذا الهوى أمرا غريبا، فقد شاهدت من الأمور الخارقة للعادة ما عاد لا يبدو شيء معه خارقا للعادة عندي.»

ويقول كنديد: «أتعتقد أن الناس كانوا يتذابحون كما يصنعون اليوم؟ وهل كانوا في كل وقت كاذبين مداجين مخادعين، جاحدين سارقين واهين طائشين، خسيسين حاسدين شرهين سكيرين، بخلاء طمعاء سفاكين مفترين، فاسقين متعصبين منافقين أغبياء؟»

ويقول مارتن: «أوتعتقد أن البيزان في كل وقت تأكل الحمام حيثما تجدها؟»

ويقول كنديد: «أجل، لا ريب.»

Неизвестная страница