إني لا أريد أن أنقد موقفنا مثلما يفعل البعض لمجرد النقد، إني في الحقيقة أصدر في كلامي من نقطة بدء، هي نفس نقطة البدء التي صدرت عنها ثورتنا؛ الدفاع عن أنفسنا.
ولا أقول الدفاع لمجرد أن إسرائيل اعتدت علينا واحتلت أراضينا.
أما الخطر الأكبر فهو فينا نحن وفي طريقتنا التي نواجه بها العدو، كياننا ليس فقط في السلاح الذي نواجه به العدو، ولكن في السلاح الإيماني والعقائدي، في الروح التي نواجه بها العدو.
الروح وليس الأرواح بالمعنى الذي أصبح شائعا الآن ومتداولا.
كيف نواجه؟ وبماذا نواجه العدو؟ هذه هي المشكلة.
إن العدو الإسرائيلي ليس سوى التحدي الأصغر الذي يواجهنا.
إنما التحدي الأكبر هو هذه الحضارة الصناعية الأوروبية الأمريكية اليابانية الهائلة التي تقف لنا بالمرصاد.
إن ما شاهدته في أوروبا الغربية وأمريكا واليابان من مصانع ومراكز بحوث واكتشافات وغنى ...
وما رأيته في المعسكر الاشتراكي من ثورة في التفكير والتكنولوجيا والتحضر بعد التخلص من كل ما خلف العصر الستاليني من جمود وتحفظ ...
إننا لسنا وحدنا في هذه المشكلة وإنما معنا كل دول العالم الثالث التي ثارت؛ فحاصرت الرأسمالية العالمية ثورتها وضربتها، بل نكاد ننفرد دون دول العالم الثالث بأننا لا نزال واقفين لم نركع ولم نستسلم ولم نكف عن قول لا.
Неизвестная страница