أحتدام الحرب
قال نصر : ثم التقى الناس فاقتتلوا قتالا شديدا ، وحاربت طيء مع أمير المؤمنين (ع) حربا عظيما وتداعت وارتجزت ، فقتل منها أبطال كثيرون ، واشتد القتال بين ربيعة وحمير وعبيد الله بن عمر حتى كثرت القتلى ، وجعل عبيد الله بن عمر يحمل ويقول : أنا الطيب ابن الطيب : فتقول له ربيعة بل أنت الخبيث بن الطيب.
ثم خرج نحو خمسمائة فارس أو أكثر من أصحاب علي (ع) على رؤوسهم البيض ، وهم غائصون في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق ، وخرج إليهم من أهل الشام نحوهم في العدة فاقتتلوا بين الصفين والناس وقوف تحت راياتهم ، فلم يرجع من هؤلاء ولا من هؤلاء مخبر : لا عراقي ولا شامي ، قتلو جميعا بين الصفين.
قال نصر : وكان بصفين تل تلقى عليه جماجم الرجال ، فكان يدعى « تل الجماجم » فقال عقبة بن مسلم الرقاشي من أهل الشام :
ولم أر فرسانا أشد حفيظة
وأمنع منا يوم تل الجماجم
وقال شبث بن ربعي التميمي :
وقفنا لديهم يوم صفين بالثنا
لدن غدوة حتى هوت لغروب
مقتل عبيد الله بن عمر
وحمل عبيد الله في قراء أهل الشام ومعه ذو الكلاع في حمير ، حملوا
Страница 212