1177 год до н.э.: Год, когда рухнула цивилизация
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Жанры
ومنذ ذلك الحين، تجرى أعمال التنقيب الفرنسية في كل من أوغاريت والمينا البيضا على نحو شبه مستمر، أولا على يد كلود شايفر، من عام 1929 وما بعده، ومؤخرا، على يد مارجريت يون، من 1978 إلى 1998. منذ عام 1999، يجري فريق سوري فرنسي مشترك عمليات التنقيب.
2
كشفت هذه التنقيبات، جميعها، عن بقايا ميناء ومدينة تجارية فاعلة، ونشطة، ومزدهرة، دمرت فجأة وأصبحت مهجورة بعد وقت وجيز من بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد. عثر، بين الأطلال، على منتجات من سائر أنحاء منطقتي شرق المتوسط وإيجه؛ فعلى سبيل المثال، ما زال مخزن بضائع في المينا البيضا يضم ثمانين جرة تخزين كنعانية. لسوء الحظ، عثر على هذه الأشياء في ثلاثينيات القرن الماضي؛ لذا لم تجر تحليلات علمية دقيقة على المحتويات.
3
انتشل من داخل المنازل الخاصة والقصر الملكي في أوغاريت عدد من السجلات الهامة منذ خمسينيات القرن الماضي، التي توثق الأنشطة الاقتصادية للعديد من التجار، بالإضافة إلى العائلة المالكة الأوغاريتية. كتبت الرسائل والعناصر الأخرى الموجودة في هذه السجلات على ألواح طينية، كما كان معتادا في العصر البرونزي، ولكن في هذه الحالة عثر على الألواح منقوشة بلغات مختلفة؛ أحيانا بالأكادية، وأحيانا بالحيثية، وأحيانا بالمصرية، وأحيانا بلغات أخرى كانت مستخدمة على نطاق أضيق، مثل اللغة الحورية.
إضافة إلى ذلك، كان ثمة لغة أخرى لم يكن الباحثون قد رأوها من قبل. فك العلماء شفرتها بسرعة كبيرة نسبيا ويطلق عليها حاليا اسم اللغة الأوغاريتية. استخدمت هذه اللغة واحدة من أقدم الحروف الأبجدية التي كانت معروفة؛ عدا أنه كان يوجد في الواقع نوعان من الحروف الأبجدية في النصوص، أحدهما يحتوي على اثنين وعشرين رمزا مثل الأبجدية الفينيقية والآخر على ثمانية رموز إضافية.
4
هذه النصوص الأوغاريتية، التي يوجد منها حاليا مجموعة واسعة للغاية لدرجة أنه تولد عنها مجال دراسات أكاديمية حديثة على نطاق ضيق يعرف باسم الدراسات الأوغاريتية، التي لا تشتمل على سجلات ومراسلات التجار والملوك فحسب، بل أيضا على نماذج للأدب، والميثولوجيا، والتاريخ، والدين، وعناصر أخرى تنتمي إلى حضارة مزدهرة على وعي بإرثها الخاص. النتيجة هي أن بوسعنا إعادة إنشاء مدينة أوغاريت من أنقاضها وبوسعنا أيضا، من نصوصها، أن نعيد تشكيل الحياة اليومية ونظم المعتقدات لسكانها. على سبيل المثال، من الواضح أنهم كانوا يعبدون مجموعة من الآلهة، احتل إيل وبعل مكانة بارزة وسطها. ونعرف أسماء ملوكهم، من أميستامرو الأول ونيقمادو الثاني، الموجودة رسائلهما إلى أمنحتب الثالث وإخناتون في أرشيف العمارنة في مصر، إلى آخر ملوكهم، أمورابي، الذي حكم في العقد الأول من القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وكذلك نعرف أن ملوك أوغاريت تزوجوا أميرات من دولة عمورو المجاورة ، وربما أيضا من مملكة الحيثيين الأكبر حجما، في زيجات بين العائلات المالكة بمهور كانت، بكل معنى الكلمة، تليق بملك، رغم أن واحدة على الأقل من هذه الزيجات انتهت بطلاق مرير استمر أمر مناقشته في أروقة الجهات ذات الصلة لسنوات.
5 (2) الصلات الاقتصادية والتجارية لأوغاريت وتجارها
مارس مواطنو وملوك أوغاريت علاقات تجارية نشطة طوال عمر المدينة. ومن الواضح أنها كانت مركزا تجاريا دوليا، حيث كانت سفن من أمم كثيرة تصل إلى مرفأ المينا البيضا. وربما كانت تدين بالولاء لمصر أثناء النصف الأول من القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ولكنها كانت بالتأكيد تابعة للحيثيين ابتداء من النصف الثاني من ذلك القرن وما بعده، بعد أن أخضع سابيليوليوما المنطقة، في حوالي 1350-1340ق.م. توثق النصوص التي كانت في الموقع، التي نجدها في السجلات المتنوعة، والتي يرجع تاريخ معظمها إلى نصف القرن الأخير من عمر المدينة، الصلات بين أوغاريت وأنظمة حاكمة عديدة أخرى كبيرة وكذلك صغيرة، من بينها مصر، وقبرص، وآشور، والحيثيون، وكركميش، وصور، وبيروت، وعمورو، وماري. ومؤخرا أضيفت منطقة إيجه إلى هذه القائمة أيضا.
Неизвестная страница