1177 год до н.э.: Год, когда рухнула цивилизация
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Жанры
في ذلك الوقت، كان القصدير متاحا بكميات كبيرة فقط من مناجم معينة في منطقة بدخشان في أفغانستان وكان يتعين جلبه برا من هناك إلى مواقع في بلاد الرافدين (العراق الحالية) وشمال سوريا، ومن هناك كان يوزع إلى نقاط أبعد في الشمال، أو الجنوب، أو الغرب، بما في ذلك نقله عبر البحر إلى منطقة إيجه. تتابع بيل قائلة: «لا بد وأن أمر توفر ما يكفي من القصدير لإنتاج ... برونز ذي جودة تسمح باستخدامه في تصنيع الأسلحة قد شغل فكر الملك العظيم في مدينة حاتوسا [عاصمة الحيثيين] والفرعون في طيبة بنفس الطريقة التي يشغل بها أمر تزويد قائد السيارة الرياضية المتعددة الأغراض الأمريكي بالبنزين بتكلفة معقولة ذهن أي رئيس أمريكي هذه الأيام!»
4
بدأت سوزان شيرات، وهي عالمة آثار كانت تعمل في السابق في المتحف الأشمولي في أكسفورد وحاليا في جامعة شيفيلد، في تأييد مثل هذه المقارنة منذ عقد مضى. فكما أوردت، يوجد بعض «أوجه المقارنة المفيدة حقا» بين عالم سنة 1200ق.م وعالمنا اليوم، والتي تشمل ازديادا في الانقسام السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، بالإضافة إلى إجراء عمليات تبادل مباشر على «مستويات اجتماعية غير مسبوقة وعبر مسافات غير مسبوقة.» أوثق ملاحظاتها علاقة هي الملاحظة المتعلقة بأن الوضع في نهاية العصر البرونزي المتأخر يتشابه مع «اقتصادنا وثقافتنا العالميين اللذين يتسمان بأنهما يزدادان تجانسا ومع ذلك يتعذر التحكم فيهما، من ناحية أن ... التقلبات السياسية في جانب من العالم يمكن أن تؤثر تأثيرا جذريا على اقتصاد مناطق تبعد عنه آلاف الأميال.»
5
ذات مرة قال المؤرخ فرنان بروديل: «قصة العصر البرونزي يمكن بسهولة كتابتها على نحو درامي؛ فهي مليئة بعمليات الغزو، والحروب، والنهب، والكوارث السياسية والانهيارات الاقتصادية الطويلة الأمد، وهي تمثل «أول الصدامات بين الشعوب».» ويرى أيضا أنه يمكن كتابة تاريخ العصر البرونزي «ليس فقط على هيئة قصة بطولية تقوم على الدراما والعنف، وإنما على هيئة قصة تضم صلات أكثر ودا: تجارية، ودبلوماسية (حتى في هذا الوقت)، وفي المقام الأول ثقافية.»
6
لاقت اقتراحات بروديل آذانا مصغية، وها أنا هنا أقدم قصة (أو بالأحرى قصص) العصر البرونزي المتأخر على هيئة مسرحية من أربعة مشاهد، مع سرد مناسب واسترجاعات فنية ملائمة الغرض منها تقديم سياقات مناسبة لتقديم بعض الشخصيات الفاعلة الرئيسية، مثلما ظهرت لأول مرة على مسرح الأحداث العالمي ثم خرجت؛ من توداليا الحيثي وتوشراتا الميتاني إلى أمنحتب الثالث المصري وآشور أوباليط الآشوري (جرى توفير مسرد، تحت عنوان «الشخوص الدرامية» في نهاية الكتاب، لأولئك الذين يودون أن يتمكنوا من معرفة الأسماء والتواريخ).
ومع ذلك، فسردنا سيكون أيضا أشبه بقصة بوليسية، بما يحوي من تغيرات وتحولات غير متوقعة في الأحداث، وأدلة كاذبة، وخيوط مهمة. وأقتبس هنا من هيركيول بوارو، المحقق البلجيكي الأسطوري الذي أبدعته قريحة أجاثا كريستي، التي كانت هي نفسها متزوجة من عالم آثار،
7
قوله: إننا سنحتاج إلى استخدام «خلايا عقلنا الرمادية الصغيرة» حتى ننسج معا الخيوط الشتى للأدلة في نهاية سردنا للوقائع، في مسعانا للإجابة على السؤال المتعلق بالسبب وراء الانهيار الفجائي لنظام دولي مستقر بعد ازدهاره لقرون.
Неизвестная страница