وقال المستر فستر: «هنا تكييف الحرارة.»
وكانت النفق الحارة تتعاقب مع النفق الباردة، وكانت البرودة تقترن بشيء من عدم الارتياح، على صورة أشعة إكس القوية، وعندما يحين وقت التفريغ تشعر الأجنة بفزع من البرد شديد، وقد قرر لها أن تهاجر إلى المناطق الحارة؛ كي يكونوا عمالا في المناجم وغزالين للحرير الحمضي، وصناعا في الحديد والصلب، وترغم عقولهم فيما بعد على الاتفاق مع ما قدر لجسومهم. واختتم المستر فستر حديثه قائلا: «إننا نكيفهم على النجاح في الحرارة، وزملاؤنا في الطابق العلوي يدربونهم على حبها.»
وأضاف المدير على ذلك في إيجاز قوله: «وهذا هو سر السعادة والفضيلة؛ أن تحب ما ينبغي لك أن تعمله. إن عملية التكييف كلها ترمي إلى أن تجعل الناس يحبون مصيرهم الاجتماعي الذي لا مفر منه.»
وفي فجوة بين نفقين، كانت إحدى المربيات تسبر برفق غور المحتويات الهلامية بداخل قارورة، مارة بمحقن طويل دقيق، ووقف الطلبة ومرشدوهم يراقبونها بضع لحظات، وهم صامتون.
وبعدما سحبت المحقن أخيرا واستقامت، قال المستر فستر: «أجل يا ليننا!»
فالتفتت الفتاة في فزع، ويستطيع الرائي أن يلحظ عليها جمالا غير عادي، برغم مرضها بالسل الجلدي، وبرغم عينيها الأرجوانيتين.
وصاحت: «هنري!» وأشرقت عليه بابتسامة رقيقة، وأبانت عن صف من الأسنان المرجانية.
فتمتم المدير قائلا: «يا للفتنة!» وربت عليها مرتين أو ثلاث، ظفر في مقابلها بابتسامة تقدير خصته بها.
وسألها مستر فستر في نغمة الرجل ذي المهنة الرفيعة: «ماذا تعطينهم؟»
فقالت: «مرض التيفود، والنوم المألوف.»
Неизвестная страница