ويقف الفاحصون إلى جانب المبطنين، وتتقدم مجموعة القوارير، وينقل البيض واحدة بعد الأخرى من أنابيب الاختبار إلى الأوعية الكبيرة ، ثم تفصل البطانة البريتونية بمهارة فائقة، وتوضع العلقة في مكانها، ويصب محلول الملح ... وهكذا تمر القارورة، ويأتي دور واضعي البطاقات، الذين ينقلون من أنبوبة الاختبار إلى القارورة نوع الوراثة وتاريخ التلقيح وعضوية مجموعة بوكانوفسكي وأمثال هذه التفاصيل، ويسير موكب القوارير بعد ذلك سيرا بطيئا، ولم تعد مجهولة الاسم، بل لقد بات كل منهما مسمى معروفا، ثم تدخل في نافذة في الحائط، حتى تصل بسيرها البطيء إلى حجرة «القضاء والقدر الاجتماعي».
وبينما كان الطلبة يلجون الغرفة، قال لهم المستر فستر، وهو في غبطة شديدة: «هنا ثمانية وثمانون مترا مكعبا من الفهارس.»
وعقب على ذلك المدير قائلا: «وهي تحوي كل المعارف المتصلة بالموضوع.
ويضم إليها المعارف الجديدة كل صباح.
ويضم بعضها إلى بعض؛ لتنسيق المعرفة كل مساء.
وعلى أساسها تقدر الأعداد.»
وقال المستر فستر: «فنعرف كم فرد من هذا النوع أو ذاك.
وتوزع على أقدار مختلفة.
ونعرف أحسن نسبة للتحول من وعاء إلى وعاء، في كل لحظة من اللحظات.
ونستفيد في الحال من الكميات الفاسدة، التي لم نكن نتوقعها.»
Неизвестная страница