Canoe » التقليدية خلال فصل الصيف، ودخلت المواصلات الجوية المنطقة لخدمة مراكز التعدين والتحطيب النائية، وبطبيعة الحال لا يوجد بريد بالمعنى المفهوم، وتحل الرسائل اللاسلكية محل الخطابات التقليدية.
وعلى عكس النظم النهرية في الشمال السوفيتي - حيث يمكن استخدامها في النقل بالرغم من العوائق التي سبق ذكرها، فإن أنهار كندا أكثر تعقيدا لحداثة المظاهر الجليدية وكثرة الركامات الجليدية داخل الأحواض المائية.
وهناك خط حديدي يربط ميناء تشرشل على خليج هدسن بمدينة ريجينا في جنوب ولاية ساسكتشوان، وكان هناك هدف قديم من مد هذا الخط الحديدي، وهو إمكانية استخدام ميناء تشرشل لتصدير قمح البراري الكندية خلال موسم الصيف، لكن ذلك لم ينفذ إلا على نطاق ضيق، حتى قبل فتح طريق سنت لورانس الملاحي، وأصبحت أهمية هذا الخط الآن هي نقل منتجات بعض المناطق التعدينية الصغيرة المتناثرة، ومن أهم مناطق التعدين تومسون التي تنتج النيكل، ويوجد بها مصنع لصهر الخام المنتج، وقد مد خط حديدي فرعي من تومسون إلى خط حديد تشرشل، أما الطاقة المستخدمة في معمل النيكل في تومسون فتستمد من محطة الطاقة التي أقيمت على نهر نلسون المجاور عند جراند رابيدز منذ عام 1957.
ويمثل نمو مدينة تومسون مدن الشمال الكندي التي تنمو على أساس استغلال الموارد التعدينية المحلية للمعادن غير الحديدية، فمثلا أنشئت مدينة على بحيرة «لين» عام 1954 لتشغيل النيكل والنحاس والكوبالت، وفي المرحلة الأولى أقيمت مساكن نقلت من مدينة الأشباح التعدينية شيردون، وتتصل المدينة الجديدة بخط حديد رجينا-تشرشل عند مدينة الباس الذي يتجه إلى مدينة فلن فلون التي تعمل في تعدين النحاس والزنك والفضة والكادميوم والسيلنيوم، والتي تنتج الذهب أيضا كإنتاج ثانوي من هذه الخامات، ويمتد هذا الخط الفرعي شرقا أيضا إلى منطقة تعدين جديدة في سنوليك
Snow Lake ، أما مدينة ماكموري - على بحيرة أتباسكا، فتتصل بخط حديدي فرعي إلى مدينة أدمنتون.
وخلاصة القول أن هذا الإقليم فيه إمكانيات تعدينية لا بأس بها، لكن استغلالها يعتمد على فتح طرق الاتصال.
ثالثا: الشمال الأقصى الكندي
المساحة: حوالي مليون وربع المليون من الأميال المربعة - أقل قليلا من أربعة ملايين كيلومترات مربعة، عدد السكان لا يتجاوز 25 ألف شخص، وثلث هؤلاء أوروبيون، والثلثان إسكيمو أو الأمريند، هذا الإقليم خارج تماما عن حدود الزراعة، ولا تزيد المساحة التي تصنف على أنها قابلة للزراعة عن 150 ميلا مربعا فقط، والغطاء النباتي الطبيعي في أساسه تندرا أو تندرا تتناثر فيها بعض الأشجار، أما الغابات التي يمكن أن تستغل اقتصاديا فلا تبلغ أكثر من 2٪ من المساحة العامة للأقاليم.
والقسم الشرقي المطل على خليج هدسن إلى بحيرتي الدب الكبير والعبد الكبير يتكون من الرصيف الكندي ذي الصخور البلورية القديمة، أما حوض ماكنزي فيتبع في تكوينه نمط السهول العظمى الأمريكية الوسطى، وعلى العموم فالمنطقة كلها كانت إلى فترة قريبة تقع تحت وطأة التعرية الجليدية، ومعظم المنطقة يقع تحت الصفر بكثير شتاء وصيفا، وباستثناء بعض الطرق الحديدية والبرية القليلة في أعالي ماكنزي فإن كل الإقليم خالية من وسائل الانتقال، وكذلك لا توجد قرى أو مدن بالمعنى المفهوم إذا استثنينا بعض مناطق التعدين المحدودة وتجمعات الإسكيمو، وتظهر بعض تجمعات للغابات المخروطية، وخاصة حول نهر الماكنزي والبحيرات، لكنها بعيدة جدا عن مناطق الاستغلال الاقتصادي، والزراعة في هذه الأراضي ذات الصقيع الدائم غير ممكنة حتى في الطبقة السطحية - بضعة سنتيمترات - التي يذوب فيها الصقيع خلال صيف قصير.
والحرفة التاريخية للمنطقة هي الفراء، ولكن نتيجة الاستغلال المنظم الذي بدأته شركة خليج الهدسن، منذ القرن السابع عشر، فإن موارد المنطقة من الفراء قد هبطت كثيرا، ولا تزال هناك مناطق محدودة توجد فيها أنواع من حيوان الفراء مثل الثعلب الأبيض والأحمر، والبيفر واللينكس والأرمين وغيرها، لكن تجارة الفراء في هذه المناطق تعوقها الأبعاد الشاسعة في هذا الإقليم القطبي الخالي من الطرق، وتنتج المنطقة 5٪ فقط من قيمة الفراء الكندية.
Неизвестная страница