وتدل الدراسات الطبيعية على أن الغطاء الجليدي قد استمر في هذه المنطقة فترة طويلة ولم ينقشع إلا منذ حوالي عشرة آلاف سنة، وأنه كان غطاء سميكا - حوالي 3000 متر سمك، ونظرا لحداثة انقشاع الجليد فإن أشكال السطح ما زالت عليها مظاهر الحداثة، فهناك مساحات كبيرة من الصخر العاري عن أي نوع من التربة والنبات، ومساحات أخرى تغطيها طبقة رقيقة من التربة الخشنة، وبقايا المورين الجليدي المتراجع، ويترتب على ذلك أن التصريف النهري معقد وغير منتظم، ولا يكون نظما نهرية رئيسية، وكذلك تظهر أحواض صغيرة منعزلة معظمها مليء بالمياه، وأحيانا تنصرف مياه إحدى البحيرات تماما إلى نظام نهري، وتخلف وراءها مناطق رسوبية مسطحة.
خريطة رقم (9): شرق الشمال الكندي.
وبالنسبة لساحل لبرادور نجد أن الجليد قد أدى إلى تكوين أودية عميقة غرقت فيما بعد وكونت الفيوردات العميقة العديدة المميزة لهذا الساحل، وعند فتحات الفيوردات يوجد كثير من المراكز التجارية التي حلت محل مراكز تجارة الفراء السابقة، وتمثل جوس باي أكبر مدن المنطقة الساحلية ، وهي تقع على رأس فيورد معروف باسمها ويتوغل داخل اليابسة لمسافة تزيد عن 300 كيلومتر، وقد كانت جوس باي، ولفترة محدودة، مركزا هاما لكثير من الطائرات العابرة للأطلنطي، على نحو مماثل لمطار جاندر في جزيرة نيوفوندلاند القريبة، ولكن زيادة مدى الطائرات وسرعتها قد أدى إلى هجر مثل هذه المطارات المتوسطة، ومن ثم تدهورت كل من جوس باي وجاندر، ومع ذلك فإن جوس باي ما زال مستخدما كمطار للطوارئ، وقاعدة حربية خاصة وأن المنطقة لا يتكون فيها الضباب كثيرا مثل جاندر.
وفي منطقة وسط شبه جزيرة لبرادور يوجد أخدود طويل يمتد من خليج أونجافا في اتجاه الجنوب إلى وادي نهر هاملتون، وفي هذا الأخدود تظهر تكوينات كثيرة من الصخور الحاملة لخام الحديد المماثل لحديد جليفار في السويد، وقد عرفت مصادر الحديد هذه من فترة طويلة، لكن بعد المنطقة وعدم وجود مواصلات، وصعوبة إنشاء خط حديدي قد أدت إلى ترك هذه الثروة المعدنية الجيدة دون استغلال لمدة تزيد عن نصف قرن.
ولما جاءت الحرب العالمية الثانية، وانقطع استيراد الحديد السويدي عن الولايات المتحدة، وخوفا من ألا تستطيع مناجم الحديد الأمريكية في منطقة بحيرة سوبيرير إمداد الصناعة الأمريكية بما تحتاجه، فقد بدأ التفكير في استغلال حديد لبرادور بدخول عدة شركات صناعية أمريكية وكندية في شركة واحدة، وتم بناء خط حديدي من شيفرفيل إلى ست أيل عند خليج سانت لورنس - بلغ طوله حوالي 550 كيلومترا، ونقلت أول شحنة من الحديد عام 1954، ومدت خطوط فرعية إلى مناطق تعدينية أخرى بالقرب من الخط الحديدي مثل لبرادور ستي.
وكذلك اكتشف الحديد في جانيون
Gagnon
إلى الجنوب الغربي من شيفرفيل، ومد خط حديدي مستقل منها إلى بور كارتيه القريب من ست أيل، بلغ طوله 300 كيلومتر.
ونظرا لأن عمليات استخراج الحديد تسير وفقا لأحدث الوسائل الآلية، فإن عدد العمال قليل، ومن ثم عدد سكان هذه المدن التعدينية قليل أيضا، فمدينة شيفرفيل يقل سكانها عن ثلاثة آلاف شخص، بينما لا يزيد سكان لبرادور ستي عن 1500 شخص.
وإلى جانب الحديد فإن هناك مناطق تعدينية في الأطراف الجنوبية الغربية من هذا الإقليم مثل خام الحديد والنحاس في منطقة شيبوجامو، والذهب في روين، وفي المنطقة أيضا كانت توجد خامات الكوبالت والفضة، لكنها كادت أن تنفذ لطول فترة تعدينها منذ 1904، ويكون الذهب المادة الخام الأولى في تيمينيز ومنطقة كيركلاند، كما أن الحديد بدأ يعدن أيضا في منطقة كيركلاند.
Неизвестная страница