لكن أكثر المناطق القطبية السوفيتية التي صادفت نجاحا واستمرارا في التقدم الاقتصادي هي منطقة كارليا الممتدة من الحدود الفنلندية إلى البحر الأبيض وخليج كندلاكشا، في هذه المنطقة تتحسن الظروف المناخية نسبيا وتوجد انحدارات طبيعية معقولة، وموارد معدنية وخشبية كثيرة، وقد أدت هذه الظروف إلى إنشاء مجموعة من السدود المولدة للطاقة، وخاصة حول خليج كاندلاشكا.
وكذلك بدأ السوفيت مشروعات تجريبية من أجل استخدام طاقة المد والجزر في توليد الطاقة، وخاصة في خلجان البحر الأبيض ومورمانسك، وكذلك استخدام الطاقة الحرارية الأرضية في شبه جزيرة كمتشكا لتوليد الطاقة أيضا.
لكن أكثر مصادر الطاقة إثارة هي البترول والغاز الطبيعي، فالبترول يستغل منذ بضع عشرات من السنين في منطقة أوختا
Ukhta
في حوض نهر بتشورا، لكنه محدود الكمية بالقياس إلى الإنتاج السوفيتي العام.
خريطة رقم (5): الشمال السوفيتي الأشكال الرئيسية للنشاط الاقتصادي الحالي (أ) الحد الجنوبي التقريبي للشمال السوفيتي (ب) مصايد الأسماك (ج) ماس (د) ذهب (ه) بترول (و) غاز طبيعي (ز) فحم (ح) محطات الطاقة المائية (ط) محطات الطاقة الحرارية (ك) مناطق الصناعة الحديثة: (1) منطقة شبه جزيرة كولا (2) منطقة كاريليا أركانجلسك (3) منطقة فركوتا (4) منطقة فوريلسك (5) منطقة ياكوتسك.
ومن الناحية الجيولوجية توجد كل الأسباب التي تشير إلى أن أحواض أوب ولينا هي مناطق يمكن العثور فيها على حقول بترول غنية ومصادر ضخمة للغاز الأرضي، وحتى وقت قريب لم تعط الأبحاث المختلفة نتائج إيجابية، ولكن في أوائل الستينيات كشف التنقيب في منطقة التقاء الأيرتش بالأوب عن حقل بترولي، وكذلك في لينا الأعلى، ووضعت الخطط لمد خطوط أنابيب من هذه الحقول لتكريرها في مصافي أومسك والشرق الأقصى على الترتيب، وكذلك عثر على الغاز الأرضي في منطقة الأوب الأدنى - منطقة بريزوفو، والخطة الحالية ترمي إلى مد خط أنابيب طوله حوالي 500 كيلومتر إلى منطقة الصناعات المعدنية في الأورال الشمالي.
وأغنى حقول الغاز الأرضي هي تلك التي توجد في منطقة مصب نهر تاز
Taz - خليج أوبسكايا الذي يصب فيه الأوب، والتي تبعد نحو 450 كيلومترا غربي منطقة نوريلسك الصناعية عند مصب الينسي، والاتجاه يرمي إلى مد خط أنابيب من هذا الحقل إلى توريلسك.
ولا شك أن الصقيع والمستنقعات في هذه المناطق، بالإضافة إلى مصاعب النقل تجعل التنقيب عن البترول والغاز الأرضي واستغلالهما أمرا شديد التعقيد وكثير المصاعب، وبالإضافة إلى ذلك فإن وجود بديل لمثل هذه المصادر يجعل استغلالها في الوقت الحاضر مقتصرا على مناطق الصناعة المحلية في الشمال الأقصى.
Неизвестная страница